كتاب موسوعة أحكام الصلوات الخمس

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال الدارقطني في العلل: والصحيح عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد، عن عبد الرحمن ابن شبل، عن النبي ﷺ، قيل: صحابي؟ قال: بلى.
وقال في الآداب (ص: ٣١٧): « … ذكر هشام الدستوائي فيه سماع يحيى من أبي راشد، وهشام أحفظ، والله أعلم».
وصحح أبو حاتم الرازي الطريقين:
قال ابن أبي حاتم في العلل (١٦٧٤): «سألت أبي عن حديث رواه وهيب، عن أيوب، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد، عن عبد الرحمن بن شبل، عن النبي ﷺ قال: اقرؤوا القرآن.
قال أبي: رواه بعضهم، فقال: عن يحيى، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل، عن النبي ﷺ.
كلاهما صحيح؛ غير أن أيوب ترك من الإسناد رجلين».
والسؤال: كيف ترك أيوب رجلين، ويكون إسناده صحيحًا إلا أن يحمل أحد الإسنادين على الآخر، ويكون يحيى بن أبي كثير قد دلسه حين أسقط زيد بن سلام وجده، والله أعلم.
وتلخص لي مما تقدم ما يلي:
الأول: أن رواية يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام، أعلت بالانقطاع، فبعض العلماء نفى سماع يحيى من زيد بن سلام، كابن معين، ومنهم من أثبته كالإمام أحمد وأبي حاتم، والراجح أنه سمع منه بعضه، وبعضه لم يسمعه، وإذا عرفت الواسطة فالأمر سهل.
الثاني: أن رواية يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل محمولة عندي على أن يحيى قد دلسه، وإنما رواه عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، عن أبي راشد.
وأما ما جاء من التصريح بالسماع من رواية هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، فقد تفرد بذلك معاذ بن هشام، عن أبيه، وهو صدوق له أوهام، وقد خالفه كل من رواه عن أبيه، حيث لم يأت عنهم التصريح بسماع يحيى من أبي راشد، وهو ما يفيده قول أبي حاتم: إن أيوب ترك من إسناده رجلين، وإنما الذي ترك من إسناده يحيى بن أبي كثير فهو يقصد من رواية أيوب عنه، وقد برئ أيوب من عهدته فقد تابعه هشام على إسقاط الرجلين، فالحمل في إسقاط الرجلين من يحيى بن أبي كثير.
وقيل: عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن عبد الرحمن بن شبل.
بإسقاط أبي راشد الحبراني، رواه معمر، واختلف عليه فيه:
رواه أحمد كما في المسند (٣/ ٤٤٤)،
وعبد بن حميد في مسنده كما في المنتخب من مسنده (٣١٤)،
والحاكم في المستدرك (٢٧٧٣)،
والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٢٧)، من طريق عبد الرزاق.
وهو في جامع معمر رواية عبد الرزاق (١٩٤٤٤)،
ورواه ابن المبارك كما في الترغيب والترهيب لأبي القاسم قوام السنة (٨٠٠)، وتاريخ دمشق =