للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الجمهور، وبه قال محمد بن الحسن وأبو يوسف (١).

قال في الإنصاف: «لا يعذر أيضًا بالعمى إذا وجد من يقوده» (٢).

وقال القاضي حسين والمتولي من الشافعية: «تلزمه إن أحسن المشي بالعصا بلا قائد» (٣).

وهذا القول ليس قولًا مستقلًا، بل يرجع إلى قول الجمهور: لأن من أحسن المشي بالعصا بلا قائد يصدق عليه أنه قادر بنفسه.

• دليل من قال: العمى ليس بعذر إن قدر بنفسه أو بالقائد:

الدليل الأول:

(ح-٣٠٣٠) ما رواه مسلم من طريق مروان الفزاري، عن عبيد الله بن الأصم قال: حدثنا يزيد بن الأصم،

عن أبي هريرة قال: أتى النبي رجل أعمى فقال: يا رسول الله، إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله أن يرخص له، فيصلي في بيته، فرخص له. فلما ولى دعاه فقال: هل تسمع النداء بالصلاة؟ فقال: نعم. قال: فأجب (٤).

[غريب من حديث أبي هريرة، لم يروه عن أبي هريرة إلا يزيد بن الأصم، ولا عنه إلا ابن أخيه عبيد الله] (٥).

وجه الاستدلال:

الرسول علق وجوب الإجابة بسماع النداء من الأعمى وغيره، فلم يعد العمى مع سماع النداء عذرًا له في التخلف إذا كان قادرًا بنفسه، أو كان له قائد.


(١) بدائع الصنائع (١/ ١٥٦)، الجوهرة النيرة (١/ ٩٠)، حاشية الدسوقي (١/ ٣٩١)، تحبير المختصر (١/ ٥٢٥)، التاج والإكليل (٢/ ٥٦٠)، منح الجليل (١/ ٤٥٣)، المهذب للشيرازي (١/ ٢٠٥)، بحر المذهب للروياني (٢/ ٣٧٥)، حلية العلماء (٢/ ٢٢٣)، التهذيب للبغوي (٢/ ٣٣٤)، فتح العزيز (٤/ ٦٠٧)، المجموع (٤/ ٤٨٦)، معونة أولي النهى (٢/ ٤٠٨)، مطالب أولي النهى (١/ ٧٠٤)، الإنصاف (٢/ ٣٠٢).
(٢) الإنصاف (٢/ ٣٠٢).
(٣) المجموع (٤/ ٤٨٦).
(٤) صحيح مسلم (٢٥٥ - ٦٥٣).
(٥) سبق تخريجه في هذا المجلد، انظر: (ح-٢٨٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>