(٢) فتح الباري لابن رجب (٨/ ١٣). (٣) الحديث رواه عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، واختلف على عبد العزيز: فرواه، إسماعيل بن علية، عن عبد العزيز، واختلف على إسماعيل: فرواه زهير بن حرب كما في صحيح مسلم (٧٠ - ٥٦٢)، ومستخرج أبي نعيم (١٢٢٨)، والنفيلي عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل القضاعي -ثقة- كما في مستخرج أبي عوانة (١٣١٠)، وعلي بن قادم -كوفي ضعيف-، عن شعبة كما في طبقات المحدثين بأصبهان (٤/ ٢٤٥)، وفي ذكر الأقران لأبي الشيخ (٣٨٩)، وتاريخ أصبهان لأبي نعيم (١١٥٦)، ثلاثتهم (زهير، والنفيلي، وشعبة) رووه عن ابن علية به، بلفظ: (من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا، ولا يصلي معنا) بالنهي عن قربانهم، وعن الصلاة معهم بلا شك. ورواه أحمد كما في المسند (٣/ ١٨٦) عن إسماعيل بلفظ: (من أكل من هذه الشجرة شيئًا فلا يقربن، أو لا يصلين معنا) بالشك، هل نهى عن قربانهم، أو عن الصلاة معهم. ورواه عبد الوارث عن عبد العزيز بن صهيب به، واختلف على عبد الوارث. فرواه مسدد، عن عبد الوارث، واختلف عليه: فرواه البخاري (٥٤٥١)، عن مسدد بلفظ: (من أكل فلا يقربن مسجدنا). بالنهي عن قربان المسجد فقط. ورواه أبو المثنى معاذ بن المثنى بن معاذ -ثقة- كما في السنن الكبرى للبيهقي (٣/ ١٠٧)، حدثنا مسدد به، بلفظ: (فلا يقربنا، ولا يصلين معنا) بالنهي عن الأمرين معًا. ورواه أبو معمر: عبد الله بن عمرو بن ميسرة، واختلف عليه: فرواه البخاري في صحيحه (٨٥٦)، عن أبي معمر، عن عبد الوارث به بلفظ: (من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا أو لا يصلين معنا) بالشك، كرواية ابن علية من رواية أحمد عنه. ورواه عباس الدوري، وإسماعيل بن زيد الجرجاني كما في مستخرج أبي عوانة (١٢٩٧) وأحمد بن أبي داود المكي -ثقات- كما في شرح معاني الآثار للطحاوي (٤/ ٢٣٧)، ثلاثتهم عن أبي معمر به، بلفظ: (فلا يقربنا، ولا يصلين معنا)، بالنهي عن الأمرين، كلفظ ابن علية من رواية زهير بن حرب والنفيلي عنه. فظهر لي أن التردد من عبد العزيز بن صهيب، وليس من الرواة عنه، والحديث واحد، إما قال هذا، أو هذا أو ذاك، خاصة أن دلالتها مختلفة، وشك الراوي في لفظ حديثه يدل على عدم ضبطه، والمتيقن هو النهي عن قربان المسجد. والله أعلم.