للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الملائكة، وأذية بني آدم، وصيانة المساجد من الروائح الكريهة.

(ح-٣٠١٥) فقد روى مسلم من طريق هشام الدستوائي، عن أبي الزبير،

عن جابر قال: نهى رسول الله عن أكل البصل والكراث، فغلبتنا الحاجة فأكلنا منها، فقال: من أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تأذى مما يتأذى منه الإنس (١).

فالملائكة عام، وليس خاصًا بملائكة الوحي.

قال ابن رجب: «ولا ينافي التعليل بمناجاة الملك التعليل بمناجاة بني آدم، كما ورد تعليل النهي عن قربان أكل الثوم للمساجد بالعلتين جميعًا» (٢).

وقال ابن رجب «خرج ابن جرير الطبري خرج بإسناد فيه ضعف من حديث أبي أيوب الأنصاري، أن النبي قال: لما امتنع من أكل الطعام الذي أرسله إليه: (إن فيها هذه البقلة: الثوم، وأنا رجل أقرب الناس وأناجيهم، فأكره أن يجدوا مني ريحه، ولكن مر أهلك أن يأكلوها).

وهذه الرواية: تدل على أنه كره أكلها لكثرة مخالطته للناس وتعليمهم القرآن والعلم، فيستفاد من ذلك: أن من كان على هذه الصفة، فإنه يكره له من ذلك ما لا يكره لمن لم يكن مثل حاله» (٣).

• الراجح:

أن أكل الثوم مباح والدخول إلى المسجد لمن أكله حرام، وإذا وجب على المكلف دخول المسجد حرم عليه أكل الثوم، وقبل ذلك يكون تناوله على الإباحة، والله أعلم، وسوف يتبين زيادة تفصيل عند الكلام على أكلها يوم الجمعة، فانظره في الفصل التالي إن شاء الله تعالى.


(١) صحيح مسلم (٧٢ - ٥٦٤).
(٢) فتح الباري لابن رجب (٨/ ١٢).
(٣) فتح الباري (٨/ ١١)، ولم أقف على إسناده.

<<  <  ج: ص:  >  >>