فرواه يونس بن محمد المؤدب، عن حماد بن سلمة بلفظ: (كان يأمر في الليلة القرة أو المظلمة). ولم يقل (مظلمة) إلا يونس، ويلقب بالصدوق. قال أبو حاتم الرازي: صدوق، وقال غيره: ثقة، فقد وثقه ابن معين وأبو يعلى الخليلي والحاكم وابن حبان، ويعقوب بن شيبة. ورواه أبو الأصبغ (عبد العزيز بن يحيى البكائي كما في معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (ص: ٢٤٨) عن حماد بن سلمة، بلفظ: كان يقول في السفر في الليلة القرة أو المطيرة: الصلاة في رحالكم. ورواه أبو سلمة (منصور بن سلمة الخزاعي) كما في علل الدارقطني (١٣/ ٢٠٣)، عن حماد بن سلمة به، بلفظ: (القرة أو المطيرة). وهذا اللفظ هو الموافق للفظ حماد بن زيد، وابن علية وعبد الوهاب الثقفي عن أيوب، عن ابن عمر. كما تابع أيوبَ من رواية محمد بن يونس عنه في ذكر الظلمة شعبة بن الحجاج، ولم يثبت عنه. رواه البيهقي في السنن (٣/ ١٠٠، ٢٢٦) من طريق أبي عون محمد بن أحمد بن حفص، حدثنا عبدان، أخبرني أبي، حدثنا شعبة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله ﷺ كان في سفر في ليلة ذات ظلمة وريح، أو ظلمة وبرد، أو ظلمة ومطر، فنادى مناديه: أن صلوا في رحالكم. ولفظ الرواية الأخرى: أن رسول الله ﷺ كان في سفر في ليلة ذات ظلمة وردغ، أو ظلمة وبرد، أو ظلمة ومطر، فنادى مناديه أن صلوا في رحالكم. لم يروه عن شعبة إلا عثمان بن جبلة بن أبي رواد، ولا عنه إلا ابنه عبدان، تفرد به أبو عون عنه. وهو غريب من حديث شعبة، كما أن الرواي شك، أهي ليلة ذات ظلمة وريح أم هي ظلمة وبرد، أم هي ظلمة ومطر، وهذا الشك دليل على عدم ضبطه، فيرجع في لفظه إلى رواية الصحيحين، فقد رواه غير أيوب عن نافع، ولم يذكروا فيه (الليلة المظلمة) على رأسهم: الإمام مالك، وعبيد الله بن عمر، وروايتهما في الصحيحين. كما رواه أيضًا الليث بن سعد، وعمر بن نافع، وعمر بن محمد، وموسى بن عقبة، وهشام بن الغاز، وابن عجلان، وجماعة آخرون سبق أن ذكرتهم عند تخريج حديث ابن عمر في المسألة السابقة، كلهم رووه عن نافع، فلم يذكروا فيه (الظلمة)، والله أعلم.