كتاب موسوعة أحكام الصلوات الخمس

[ضعيف، وزيادة: (وبيوتهن خير لهن) زيادة شاذة] (١).

(١) في هذا الحديث علتان:
العلة الأولى: الانقطاع، فقد اختلف في سماع حبيب بن أبي ثابت من ابن عمر.
فنفاه علي بن المديني كما في العلل (١١٩)، قال: حبيب بن أبي ثابت لقي ابن عباس، وسمع من عائشة، ولم يسمع من غيرهما من أصحاب رسول الله ﷺ.
وأثبته جماعة سماعه منه مطلقًا، قال الإمام أحمد كما في مسائله رواية أبي الفضل (٣/ ٢٢١): قلت حبيب بن أبي ثابت. قال: ما أعلم إلا خيرًا سمع من ابن عباس وابن عمر.
وقال البخاري في التاريخ الكبير (٢٥٩٢)، وابن معين كما في رواية الدوري (٥٤١): سمع من ابن عمر وابن عباس. اه
والحق أن حبيب بن أبي ثابت سمع من ابن عمر الشيء اليسير؛ لأنه أدركه وهو صغير، قال سليمان بن حرب -في قول حبيب: رأيت هدايا المختار تأتي ابن عمر-: ما علمه بهذا، وهو صبي. اه انظر: تهذيب التهذيب (٢/ ١٧٩).
وقال العجلي كما في ثقاته (٢٥٧): كان ثقة ثبتًا في الحديث، سمع من ابن عمر غير شيء. اه
وفي كتاب الآجري، قال أبو داود: «سمع -يعني حبيب بن أبي ثابت- من ابن عمر: (سألت ابن عمر عن الضالة)». انظر: إكمال تهذيب الكمال (٣/ ٣٥٦).
وجاء في العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية عبد الله (٣/ ٢٢٠): قال عبد الله: حدثني ابن خلاد. قال: سمعت يحيى القطان يقول: عَدَّ عليَّ سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، سمعت ابن عمر ثلاثة، يعني: (حديث الضالة)، و (تأتونا بالمعضلات)، و (سُئل ابن عمر، وأنا أسمع عن رجل وهب لابنه ناقة). ثم قال: ليس غير هذا عن ابن عمر. اه
وعليه يكون هذا الحديث لم يسمعه حبيب من ابن عمر. وهو مشهور بالتدليس، ومكثر منه، قال ابن خزيمة في صحيحه (٣/ ٩٢): «ولا أقف على سماع حبيب بن أبي ثابت هذا الخبر من ابن عمر».
قلت: ولو نجا من هذه العلة لم ينج من العلة الثانية.
العلة الثانية: تفرده بزيادة: (وبيوتهن خير لهن).
فقد روى الحديث عن ابن عمر جماعة من أصحابه الكبار ولم يذكروا هذا الحرف، وحبيب مستصغر في ابن عمر، ولم يخرج البخاري ولا مسلم حديثًا من رواية حبيب بن أبي ثابت، وممن خالف حبيبًا في زيادته:
نافع مولى ابن عمر، كما في صحيح البخاري (٩٠٠)، وصحيح مسلم (١٣٦ - ٤٤٢).
وسالم ابنه، كما في صحيح البخاري (٨٧٣، ٥٢٣٨)، ومسلم (١٣٤، ١٣٥ - ٤٤٢).
وبلال ابنه، كما في صحيح مسلم (١٤٠ - ٤٤٢).
ومجاهد، كما في صحيح مسلم (١٣٨ - ٤٤٢). =