للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقيل: تجب الجماعة للصلاة المقضية، وهو قول في مذهب الحنابلة (١).

جاء في الإنصاف: «وعنه -أي عن الإمام أحمد- حكم الفائتة والمنذورة حكم الحاضرة، وأطلق في الحاوي وغيره فيهما وجهين» (٢).

• دليل من قال: تستحب الجماعة للصلاة المقضية:

الدليل الأول:

(ح-٢٨٦٤) روى البخاري من طريق محمد بن فضيل قال: حدثنا حصين، عن عبد الله بن أبي قتادة،

عن أبيه قال: سرنا مع النبي ليلة، فقال بعض القوم: لو عرست بنا يا رسول الله قال: أخاف أن تناموا عن الصلاة. قال بلال: أنا أوقظكم، فاضطجعوا، وأسند بلال ظهره إلى راحلته، فغلبته عيناه فنام، فاستيقظ النبي وقد طلع حاجب الشمس، فقال: يا بلال، أين ما قلت؟ قال: ما ألقيت علي نومة مثلها قط، قال: إن الله قبض أرواحكم حين شاء وردها عليكم حين شاء، يا بلال قم فأذن بالناس بالصلاة. فتوضأ، فلما ارتفعت الشمس وَابْيَاضَّتْ، قام فصلى (٣).

(ح-٢٨٦٥) روى مسلم من طريق يونس، عن ابن شهاب، حدثنا سعيد بن المسيب،

عن أبي هريرة، أن رسول الله حين قفل من غزوة خيبر، سار ليله حتى إذا أدركه الكرى عرس، وقال لبلال: اكلأ لنا الليل، فصلى بلال ما قُدِّرَ له، ونام رسول الله وأصحابه، فلما تقارب الفجر استند بلال إلى راحلته مواجه الفجر، فغلبت بلالًا عيناه، وهو مستند إلى راحلته، فلم يستيقظ رسول الله ، ولا بلال، ولا أحد من أصحابه حتى ضربتهم الشمس، فكان رسول الله أولهم استيقاظًا، ففزع رسول الله ، فقال: أي بلال. فقال بلال: أخذ بنفسي الذي أخذ - بأبي أنت وأمي يا رسول الله - بنفسك، قال: اقتادوا، فاقتادوا رواحلهم شيئًا، ثم توضأ رسول الله


(١) فتح الباري لابن رجب (٥/ ١٢٤)، الفروع (٢/ ٤٢٠)، الإنصاف (٢/ ٢١٠).
(٢) الإنصاف (٢/ ٢١٠).
(٣) صحيح البخاري (٥٩٥)، وروى مسلم (٣١١ - ٦٨١) حديث أبي قتادة من طريق عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة بلفظ أطول من هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>