للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الوجه الثاني:

لو صح الحديث فليس فيه أن النبي سجدها، وهو يصلي، فقد يكون سجدها خارج الصلاة.

الدليل الثاني:

القياس على سجدة التلاوة داخل الصلاة، فإن سجدة التلاوة ليست من ماهية الصلاة، فهي زيادة عليها، ومع ذلك فسجودها داخل الصلاة لم يبطل الصلاة، فكذلك سجود الشكر، وهو يتفق مع قواعد الحنفية القائلين بأن زيادة ما دون الركعة لا يبطل الصلاة، ولو كان عمدًا.

• ويناقش من وجهين:

الوجه الأول:

بأن سجود التلاوة سببه القراءة، والقراءة جزء من الصلاة، فإذا وجدت القراءة وهي سبب السجود داخل الصلاة لم يمنع ذلك من السجود فيها، وسبب سجود الشكر لا علاقة له بالصلاة، فسجوده فيها زيادة عليها، والزيادة على الصلاة عمدًا يبطلها.

• ونوقش:

بأن سبب السجود وإن حصل خارج الصلاة، لكنه وصل إلى علم العبد، وهو يصلي، والسجود حالة امتنان وعرفان بنعمة الله عليه تغمر قلب العبد حال سماع الخبر، فيخر ساجدًا، ولو أجل السجود لفاتت مناسبته.

الوجه الثاني:

أن العبادة توقيفية، فثبت عن النبي سجود التلاوة داخل الصلاة، ولم يثبت مثل ذلك في سجود الشكر، والأصل في العبادات المنع حتى يثبت دليل الجواز.

• الراجح:

القول بأن سجود الشكر لا يصح في الصلاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>