للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ما قرب من الشيء يعطى حكمه، بخلاف ما لو سجد في المحل الأول، وكان الراجح في المحل هو الأخير؛ فلا يصح تعجيلها، لأن السجدة لا تتقدم على سببها، والله أعلم.

• وسبب الاختلاف بين الفقهاء:

الاختلاف في قراءة (ألا يسجدوا لله) فمن قرأها بتخفيف (ألَا يسجدوا)، كان قوله: (ألَا) للتنبيه: (يسجدوا) يا حرف نداء ومناداه محذوف، والتقدير: يا هؤلاء اسجدوا لله.

وظاهره أن الكلام من قول الله تعالى اعتراضًا بين الكلامين، فكان محل السجدة في الآية عند الأمر بالسجود مبادرة لامتثال الأمر.

ومن قرأها بالتشديد (ألاَّ يسجدوا) كان المعنى فصدهم عن السبيل … لئلا يسجدوا لله، وظاهره أنه من كلام الهدهد وهي قراة الجمهور، فجعلوا محل السجدة عند تمام كلام الهدهد، وتمامه يكون بقراءة الآية التي بعدها ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾. والله أعلم.

ولعل هذا هو الأقرب، وكما قال الأذرعي: «المسألة محتملة، ولا توقيف فيما نعلمه» (١)، والله أعلم.


(١) مغني المحتاج (١/ ٤٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>