للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الجواب الثاني:

أن الراجح في النجم أن فيها سجدة تلاوة، والسجود فيها ورد بلفظ الأمر، لقوله: ﴿فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا﴾ [النجم: ٦٢]، وقل مثله في سورة العلق عند قوله: ﴿كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾ [العلق: ١٩]، فلم يطرد ما قعدوه، ومالك لم يدع السجود في المفصل بناء على أن بعض الآيات جاءت بصيغة الأمر، بل لأنه يعتقد أن السجود في المفصل كان مشروعًا قبل الهجرة بما فيها سجود النبي في النجم، فحين هاجر النبي ترك السجود في المدينة، فإذا تبين أن النبي سجد فيها بالمدينة كما أخبر أبو هريرة، صار السجود في المفصل مشروعًا، وسوف يأتي بحثه إن شاء الله تعالى.

الدليل الثالث:

(ث-٦٧٩) روى عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني عكرمة بن خالد؛ أن سعيد بن جبير أخبره؛

أنه سمع ابن عباس وابن عمر يعُدَّان كم في القرآن من سجدة؟ قالا: الأعراف، والرعد، والنحل، وبني إسرائيل، ومريم، والحج أولها، والفرقان، وطس، و الم تَنْزِيلُ، وص، وحم السجدة، إحدى عشرة.

[صحيح] (١).


(١) مصنف عبد الرزاق (٥٨٦٠).
وروى ابن أبي شيبة في المصنف (٤٣٤٦)،
وسعيد بن منصور كما في مسائل حرب الكرماني (٩٥٥) كلاهما عن هشيم، أخبرنا خالد الحذاء، عن أبي العريان المجاشعي، عن ابن عباس، وذكروا سجود القرآن فقال: الأعراف، والرعد، والنحل، وبنو إسرائيل، ومريم، والحج سجدة واحدة، والنمل، والفرقان، والم تنزيل، وحم السجدة، وص -زاد ابن أبي شيبة- وليس في المفصل سجود.
وهذا إسناد صحيح.
وأبو العريان المجاشعي: اسمه بركة وثقه أبو زرعة وابن حبان والذهبي وغيرهم.
وروى الثوري كما في مصنف عبد الرزاق (٥٨٩٢)، ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢٦٦)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٣٦٢)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (١٣١٦).
وإسرائيل كما في الأوسط لابن المنذر (٥/ ٢٦٥)، كلاهما عن عبد الأعلى، عن سعيد
ابن جبير، عن ابن عباس قال: في سورة الحج الأولى عزيمة والآخرة تعليم، وكان لا يسجد فيها.
وفي إسناده عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، قال أحمد كما في العلل لابنه (٧٨٧): عبد الأعلى الثعلبي ضعيف الحديث.
وقال البيهقي: .... عبد الأعلى هذا: ضعيف، ويجوز أن يكون تعليمًا، ويسجد عندها كآخر النجم، وآخر ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: ١]، والمراد: إن صح بيان ما في الأخرى من زيادة الفائدة، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>