وروى ابن أبي شيبة في المصنف (٤٣٤٦)، وسعيد بن منصور كما في مسائل حرب الكرماني (٩٥٥) كلاهما عن هشيم، أخبرنا خالد الحذاء، عن أبي العريان المجاشعي، عن ابن عباس، وذكروا سجود القرآن فقال: الأعراف، والرعد، والنحل، وبنو إسرائيل، ومريم، والحج سجدة واحدة، والنمل، والفرقان، والم تنزيل، وحم السجدة، وص -زاد ابن أبي شيبة- وليس في المفصل سجود. وهذا إسناد صحيح. وأبو العريان المجاشعي: اسمه بركة وثقه أبو زرعة وابن حبان والذهبي وغيرهم. وروى الثوري كما في مصنف عبد الرزاق (٥٨٩٢)، ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢٦٦)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٣٦٢)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (١٣١٦). وإسرائيل كما في الأوسط لابن المنذر (٥/ ٢٦٥)، كلاهما عن عبد الأعلى، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس قال: في سورة الحج الأولى عزيمة والآخرة تعليم، وكان لا يسجد فيها. وفي إسناده عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، قال أحمد كما في العلل لابنه (٧٨٧): عبد الأعلى الثعلبي ضعيف الحديث. وقال البيهقي: .... عبد الأعلى هذا: ضعيف، ويجوز أن يكون تعليمًا، ويسجد عندها كآخر النجم، وآخر ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: ١]، والمراد: إن صح بيان ما في الأخرى من زيادة الفائدة، والله أعلم.