والاستفادة من هذه المتابعة خروج الأعمش من العهدة، وأن روايته الحديث عن الحكم وحده، وعن حبيب وحده قد اندفع حين جمع شيخيه، كما اندفع أيضًا بمتابعة فطر بن خليفة ويبقى علة الانقطاع في هذا الطريق، فإن ميمون بن أبي شبيب لم يسمع من معاذ، قاله أبو حاتم الرازي في الجرح والتعديل (٨/ ٢٣٤). وميمون ضعفه يحيى بن معين، وقال أبو حاتم الرازي: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن المديني: خفي علينا أمر الحسن العرني، وميمون بن أبي شبيب. وقال عمرو بن علي: كان تاجرًا وكان من أهل الخير، وحدث عنه حبيب بن أبي ثابت، والحكم بن عتيبة، والنخعي … وفي التقريب: صدوق كثير الإرسال. ويبقى هذا الإسناد صالحًا في المتابعات، مقويًا للطرق السابقة. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. اه ويتعقب بأن ميمونًا ليس من رجال البخاري، ولا مسلم، وإن روى له مسلم في المقدمة. الطريق الرابع: عطية بن قيس، عن معاذ. أخرجه أحمد (٥/ ٢٣٤) والبزار (٢٦٥)، والطبراني في مسند الشاميين (١٤٩٢)، وأبو نعيم في الحلية (٥/ ١٥٤)، من طريق أبي بكر، حدثني عطية بن قيس به، بلفظ: الجهاد عمود الإسلام، وذروة سنامه. وأبو بكر هو ابن عبد الله بن أبي مريم، وهو ضعيف، وقد أخطأ في لفظه، والصواب: الصلاة عمود الإسلام، والجهاد ذروة سنامه. والله أعلم. الطريق الخامس: نعيم بن وهب، عن معاذ بن جبل. أخرجه المروزي في تعظيم الصلاة (١٩٨) من طريق إسحاق بن محمد الفروي، حدثنا عبد الله بن عمر، عن نعيم بن وهب به. وهذا إسناد ضعيف. نعيم بن وهب أخشى أن فيه تحريفًا، وأن الصحيح أنه أبو نعيم وهب، فقيل: نعيم بن وهب، فالأول من رجال الصحيحين، وهو ثقة وقد روى عنه عبد الله بن عمر، ولم أقف على سماع له من معاذ بن جبل، والثاني: لم أقف عليه. والفروي فيه كلام. الطريق السادس: أبو اليسر، عن معاذ. أخرجه الطبراني في الأوسط (٧٥٠٣) من طريق عمرو بن مالك الراسبي، أخبرنا فضيل بن سليمان، أخبرنا يزيد بن سعيد بن أبي اليسير، حدثني أبي، عن أبيه، قال: قال معاذ … وذكر بعضه. الطريق السابع: عن أبي أمامة، عن معاذ بن جبل. رواه الطبراني في الكبير (٢٠/ ٥٥) ح ٩٦، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (٤٣٥)، وأبو العباس الأصم والصفار في مجموع مصنفاتهما (٦١٢)، وابن عدي في الكامل =