للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[ص: ٢٤]، ثم إلى الخرور إلى الأذقان، والخلاصة: وجوب سجود المؤمن عند تذكيره بآيات الله، هذا خلاصة ما فهمته من كلام ابن تيمية .

• ويناقش من وجوه:

الوجه الأول:

وجوب السجود عند التذكير بآيات الله، إن كان مستفادًا من الحصر في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا﴾ [السجدة: ١٥]، أي لا يؤمن بآياتنا إلا الذين إذا ذكروا بها ﴿خَرُّوا سُجَّدًا﴾، فالذين لا يخرون سجدًا قد نفى عنهم الإيمان، وأثبت لهم الاستكبار.

والجواب أن يقال: إن كان المقصود من نفي الإيمان زواله بالكلية، فهذا شرط في الإيمان، فلا يصح أن يوجه هذا إلى حكم سجود التلاوة؛ لأن تركه لا ينافي الإيمان، حتى على القول بوجوبه.

وإن كان المقصود بالسجود سجود الصلاة، كان المقصود بترك السجود ترك الصلاة، وهو دليل على أن تارك الصلاة كافر، وهو ما فهمه محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (١).

وإن كان نفي الإيمان المقصود به نفي الكمال، فهو لا يدل على الوجوب، كما في قوله : (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) متفق عليه (٢).

فالحصر وحده لا يدل على الوجوب، ولا ينافيه حتى نعلم إلى أي شيء يتوجه، بدليل أن الله قال: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ


(١) قال محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (١/ ١٣١): ﴿إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾ ولقد شدد الوعيد في تركها، ووكده على لسان نبيه ، بأن أخرج تاركها من الإيمان بتركها ..
وقال في موضع آخر (١/ ٣٩٥): «قال الله : ﴿إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾ إلى قوله: ﴿جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ولم يقل: إنما يؤمن بآياتنا الذي إذا ذكروا بها أقروا بها فقط.
يريد أن يقول: إن تارك الصلاة كافر، ولو أقرَّ بها.
(٢) صحيح البخاري (١٣)، ومسلم (٤٥) من حديث أنس .

<<  <  ج: ص:  >  >>