للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أما التسبيح فهو ثابت في سجود الصلاة، وأما الدعاء الوارد في سجود التلاوة، فلم يصح منه شيء، والله أعلم.

القول الخامس:

قالوا: الأولى أن يدعو فيه بما يليق بآية السجدة، فيقول في سجدة الإسراء: اللهم اجعلني من الباكين إليك والخاشعين لك، وفي سجدة ﴿الم (١) تَنْزِيلُ﴾ السجدة: اللهم اجعلني من الساجدين لوجهك، المسبحين بحمدك، وأعوذ بك أن أكون من المستكبرين عن أمرك وعلى أوليائك، نصَّ عليه القرطبي من المالكية، واختاره بعض الشافعية، وابن مفلح الصغير في المبدع (١).

وهذا استحسان لم يرد به سنة، وإذا دعا به المصلي أحيانًا، وهو لا يعتقد سنيته في هذا الموضع، بل امتثالًا للأمر المطلق بالدعاء في السجود، فأرجو ألا يكون به بأس، ولا يلتزمه في كل سجدة حتى لا يأخذ صفة السنية، والله أعلم.

• الراجح:

القول الأول، وهو أن يقول فيه ما يقول في سجود الصلاة من التسبيح والاجتهاد فيه بالدعاء،، والتسبيح سنة في السجود خلافًا للحنابلة، والدعاء مستحب فيه بالاتفاق، وقد تكلمت على خلاف العلماء في حكم التسبيح في السجود في صفة الصلاة فارجع إليه إن شئت، والله أعلم.


(١) تفسير القرطبي (١١/ ١٢١)، مغني المحتاج (١/ ٤٤٦)، أسنى المطالب (١/ ١٩٨)، تفسير الرازي (٢١/ ٥٥١)، تفسير الألوسي (٨/ ٤٢٦)، المبدع (٢/ ٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>