للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الصلاة، فإذا استقل سجود التلاوة عن الصلاة، فهل يكون السجود وحده صلاة، بحيث يشترط له ما يشترط للصلاة، أم أن السجود وحده لا يعد صلاة، كما لا تعد قراءة الفاتحة، والقيام مستقلًا، والجلوس مستقلًا صلاة؟

في ذلك خلاف بين أهل العلم:

فقيل: سجود التلاوة صلاة، فكل ما يشترط للصلاة يشترط له، وهو مذهب الأئمة الأربعة، حتى قال النووي في الروضة: «بلا خلاف» (١).

واعتبر ابن رشد الخلاف من الخلاف الشاذ.

ويترتب على هذا القول: اشتراط الطهارة من الحدث بالماء، ولا يجوز أداؤها بالتيمم إلا عند فقده، كما يشترط لها الطهارة من الخبث في البدن، والثوب، والبقعة، ويشترط ستر العورة، واستقبال القبلة.

كما يشترط الكف عن كل ما يفسد الصلاة من قول، أو فعل.

قال النووي: «أما شروطه: فيفتقر إلى شروط الصلاة، كطهارة الحدث، والنجس، وستر العورة، واستقبال القبلة، وغيرها، بلا خلاف» (٢).

وقال في بداية المجتهد: «اتفق المسلمون على أن الطهارة شرط من شروط


(١) انظر في مذهب الحنفية: المبسوط (٢/ ٥)، فتح القدير (٢/ ٦٠)، تبيين الحقائق (١/ ٢٠٨) بدائع الصنائع (١/ ١٨٦)، تحفة الفقهاء (١/ ٢٣٦)، مجمع الأنهر (١/ ١٥٩).
وانظر في مذهب المالكية: مختصر خليل (ص: ٣٨)، المعونة (ص: ٢٨٥)، شرح التلقين (٢/ ٧٩٠)، الشرح الكبير (١/ ٣٠٧)، تحبير المختصر (١/ ٣٧٨)، مواهب الجليل (٢/ ٦٠)، شرح الزرقاني على خليل (١/ ٤٧٥)، واستثنى المالكية الإحرام والسلام، وسوف يأتينا إن شاء الله تعالى في مبحث مستقل.
وانظر في مذهب الشافعية: التعليقة للقاضي حسين (٢/ ٨٦٣)، المهذب (١/ ١٦٣)، نهاية المطلب (٢/ ٢٣١)، التهذيب للبغوي (٢/ ١٨١)، المجموع (٤/ ٦٣)، فتح العزيز (٤/ ١٩٢)، روضة الطالبين (١/ ٣٢١)، تحفة المحتاج (٢/ ٢١٤)، نهاية المحتاج (٢/ ١٠١).
وانظر في مذهب الحنابلة: الإنصاف (٢/ ١٩٣)، شرح الزركشي على الخرقي (١/ ٦٣٦)، المبدع (٢/ ٣٣)، الإقناع (١/ ١٥٥)، معونة أولي النهى (٢/ ٢٩٢)، كشاف القناع (١/ ٤٤٧)، شرح منتهى الإرادات (١/ ٢٥١).
(٢) روضة الطالبين (١/ ٣٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>