للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ربك، فقلت: استحييت من ربي ..... الحديث (١).

والنصوص دالة على أن النبي -كان يصلي بمكة قبل الإسراء.

ويؤيد ذلك قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (٢) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (٣) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (٤) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (٥)﴾: [المزمل: ١ - ٤].

وقوله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ﴾ [المزمل: ٢٠].

وقال القرطبي والقاضي عياض وابن حزم، وجماعة: لا خلاف أن خديجة صلت مع النبي بعد فرض الصلاة، وأنها توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين (٢).

فإن قصدوا بكلامهم هذا: أنها تصلي معه الصلوات الخمس المفروضة فهذا خطأ بَيِّن، فإن الصلوات الخمس فرضت ليلة الإسراء، وكانت بعد وفاة خديجة .

وإن قصدوا مطلق الصلاة، فهذا صحيح، فالنبي -كان يصلي قبل أن تفرض الصلوات الخمس.

قال ابن رجب: «حكاية الإجماع على صلاة خديجة معه بعد فرض الصلاة غلط محض، ولم يقل هذا أحد ممن يعتد بقوله» (٣).

وجمع ابن حجر بين القولين بأن من قال: ماتت بعد أن فرضت الصلاة قصد بذلك ما فرض قبل الصلوات الخمس إن ثبت ذلك.

ومراد عائشة بقولها: ماتت قبل أن تفرض الصلاة: أي الخمس، فيجمع بين القولين بذلك، ويلزم منه أنها ماتت قبل الإسراء (٤).


(١) صحيح البخاري (٣٤٩)، ورواه مسلم (١٦٣).
(٢) إكمال المعلم (١/ ٤٩٧)، شرح البخاري لابن بطال (٢/ ٧)، شرح النووي على صحيح مسلم (٢/ ٢١٠)، نخب الأفكار في شرح معاني الآثار (٣/ ٧)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (١٩/ ٦٤).
(٣) فتح الباري لابن رجب (٢/ ٣٠٧).
(٤) انظر فتح الباري لابن حجر (٧/ ٢٠٣)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (٥/ ٢٢٥، ٢٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>