وفي مسألة بناء بعض الصلاة على بعض قال الكاساني في الكتاب نفسه (١/ ١٦٨): «إذا سلم، وهو ذاكر أن عليه سجدة صلبية فسدت صلاته، وعليه الإعادة … وإن كان ساهيًا لا تفسد؛ لأنه ملحق بالعدم ضرورة؛ دفع الحرج على ما مرَّ، ثم إن سلم، وهو في مكانه، لم يصرف وجهه عن القبلة، ولم يتكلم يعد إلى قضاء ما عليه … وأما إذا صرف وجهه عن القبلة، فإن كان في المسجد، ولم يتكلم فكذلك الجواب استحسانًا (يعني أنه يعود فيبني) والقياس أن لا يعود، وهو رواية محمد». وانظر: البحر الرائق (٢/ ١٢٠)، تحفة الفقهاء (١/ ٢٢٥)، حاشية ابن عابدين (٢/ ٩١)، المحيط البرهاني (٢/ ١٢١)، حاشية الشلبي على تبيين الحقائق (١/ ١٩٩). وجاء في مغني المحتاج (١/ ٤٣٥): «فلو تذكر بعده -يعني بعد السلام- أنه ترك ركنًا بنى على ما فعله إن لم يطل الفصل، ولم يطأ نجاسة، وإن تكلم قليلًا واستدبر القبلة، وخرج من المسجد، وتفارق هذه الأمور وطء النجاسة؛ باحتمالها في الصلاة في الجملة». وانظر: تحفة المحتاج (٢/ ١٩١)، نهاية المحتاج (٢/ ٨٢)، أسنى المطالب (١/ ١٩٢)، التعليقة للقاضي حسين (٢/ ٨٣٠). وانظر في مذهب الحنابلة: الإنصاف (٢/ ١٤٢)، مطالب أولي النهى (١/ ٥٢٣)، المبدع (١/ ٤٦٥)، حاشية الروض (٢/ ١٦٣).