من الإرسال .... قال الحاكم أبو عبد الله: فهذه الرواية الصحيحة تصرح بأن أحدًا من هؤلاء لم يَلْقَ عبد الله بن زيد بن عبد ربه صاحب الرؤيا، ولم يدرك أيامه، وأن الروايات كلها واهية، ولوهنه تركه محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج فلم يخرجاه في الصحيح». وقال الحاكم في المستدرك (٤/ ٣٤٨): إنما ترك الشيخان حديث عبد الله بن زيد بهذا الإسناد لتقدم موت عبد الله بن زيد، فقد قيل: إنه استشهد بأحد، وقيل بعد ذلك بيسير. انتهى. وقد صحح الحافظ في التهذيب (٥/ ٢٢٤)، قصة دخول ابنة عبد الله بن زيد على عمر بن عبد العزيز، ثم رجع وضعفها في التلخيص (١/ ٤٩٨)، وقال: «في صحة هذا نظر؛ لأن الراوي لهذه القصة هو عبيد الله بن عمر، ولم يدرك هذه القصة، ولو صحت للزم أن تكون بنت عبد الله ابن يزيد صحابية». وليس التعويل على ثبوت الانقطاع في الإسناد على هذه القصة فإن إسنادها ليس بذاك، فهي من رواية الدراوردي عن عبيد الله بن عمر، وروايته عنه منكرة، مع ما قيل بأن عبيد الله بن عمر لم يدرك القصة، وإنما التعويل على كلام البخاري وابن رجب رحمهما الله. وقال العقيلي كما في الضعفاء الكبير (٢/ ٢٩٦): «الرواية في هذا الباب فيها لين، وبعضها أفضل من بعض». قال ابن رجب في فتح الباري (٥/ ١٩٣) تعليقًا على عبارة العقيلي: «يشير إلى حديث عبد الله بن زيد ورؤية الأذان في منامه». وقد حكى جمع من العلماء تأخر وفاة عبد الله بن زيد إلى زمن عثمان، وأن عثمان قد صلى عليه، ذكر ذلك ابن سعد بسنده عن ابنه محمد بن عبد الله بن زيد قال: توفي أبي عبد الله بن زيد بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابن أربع وستين سنة، وصلى عليه عثمان بن عفان. إلا أن ابن سعد روى هذا عن الواقدي، ويحتمل في الأخبار. وقال يحيى بن بكير وخليفة بن خياط وأبو عيسى مات سنة ٣٢ هـ انظر تهذيب الكمال للمزي (١٤/ ٥٤١)، والهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد لأبي نصر البخاري الكلاباذي (١/ ٣٨٩). و قال الدارقطني في السنن (٥/ ٣٥٨): توفي في خلافة عثمان. اه فإن صح هذا في تأخر وفاته صح سماع محمد بن عبد الله بن زيد من أبيه. فقد روى أحمد (٤/ ٤٢)، وابن خزيمة (٢٩٣٢) عن عبد الصمد، عن أبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، أن أبا سلمة حدثه، عن محمد بن عبد الله بن زيد، أن أباه حدثه، أنه شهد النبي ﷺ عند المنحر ورجلًا من قريش، وهو يقسم أضاحِيَ، فلم يصبه منها شيء، ولا صاحبه، فحلق رسول الله ﷺ رأسه في ثوبه فأعطاه، فقسم منه على رجال، وقلم أظفاره، فأعطاه صاحبه، قال: فإنه لعندنا مخضوب بالحناء والكتم، يعني: شعره. =