ونقل ابن عبد الهادي في التنقيح (١/ ٢٧٣) تصحيح البخاري أيضًا، وقد يكون اعتماده على نقل البيهقي. ونقل البيهقي بإسناده عن محمد بن يحيى الذهلي أنه قال: ليس في أخبار عبد الله بن زيد في قصة الأذان خبر أصح من هذا؛ لأن محمدًا سمع من أبيه. وقال ابن خزيمة: خبر ابن إسحاق ثابت صحيح؛ لأن محمد بن عبد الله بن زيد سمعه من أبيه، وابن إسحاق سمعه من التيمي. وصححه النووي في المجموع (٣/ ٨٢). وأعل بعضهم هذا الإسناد بالانقطاع. جاء في الكامل لابن عدي (٥/ ٣٨٧): «سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري عبد الله بن محمد ابن عبد الله بن زيد بن عبد ربه، عن أبيه، عن جده فيه نظر». وكلمة فيه نظر: قد فسرها البخاري كما التاريخ الكبير (٥/ ١٨٣) بأن المقصود لم يثبت عنده سماع بعضهم من بعض، ولا يقصد به الجرح في الرواة كعادته، وهي على كل حال لا يؤخذ منها توثيق. وهل تعني التصريح بعدم السماع مطلقًا، بحيث يعني ذلك: أن كل واحد منهم لم يثبت سماعه ممن فوقه، بما في ذلك رواية محمد بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن زيد، وأن روايته عن أبيه على الانقطاع، أو يعني أن هذه الصيغة فقط: عبد الله بن محمد بن عبد الله، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد هي التي لم يثبت للبخاري فيها سماع بعضهم من بعض؟ فيه احتمال، قال ابن رجب (٥/ ١٩١): «وقد توقف البخاري في تاريخه في سماع محمد بن عبد الله ابن زيد من أبيه، فقال: عبد الله بن محمد بن زيد، عن أبيه، عن جده، لم يذكر سماع بعضهم من بعض». انظر التاريخ الكبير (٥/ ١٨٣)، الكامل لابن عدي (٥/ ٣٨٧). وقال ابن رجب: وعلى هذا فجميع الروايات عنه مرسلة. وجاء في حلية الأولياء (٥/ ٣٢٢): من طريق عبد العزيز بن محمَّد، عن عبيد الله بن عمر، قال: دخلت ابنة عبد الله بن زيد على عمر بن عبد العزيز، فقالت: يا أمير المؤمنين أنا بنت عبد الله بنِ زيد، أبي شهد بدرًا، وقُتِلَ يوم أُحُدٍ، فقال عمر: تِلْكَ الْمَكَارِمُ لَا قَعْبَانِ مِنْ لَبَنٍ … شِيبَا بِمَاءٍ فَعَادَا بَعْدُ أَبْوَالا سليني ما شئت، فسألت فأعطاها ما سألت. اه كما روى هذه القصة البيهقي في الخلافيات كما في مختصره (١/ ٥٠٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٧٠/ ٢٧٣). وقال البيهقي كما في مختصر الخلافيات (١/ ٥٠٦): «والعلة الجامعة لوهن حديث عبد الله ابن زيد بن عبد ربه هذا، أن عبد الله استشهد يوم أحد كما بلغنا ولا تنفك الرواية عنه =