للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

* وربما كان حجة هذا القول:

(ث-٦٥) ما رواه عبد الرزاق، عن ابن جريج قال: حُدِّثْتُ أن ناسًا كانوا فيما مضى كانوا ينصتون للتأذين كإنصاتهم للقرآن، فلا يقول المؤذن شيئًا إلا قالوا مثله، حتى إذا قال: حي على الصلاة قالوا: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فإذا قال: حي على الفلاح قالوا: ما شاء الله (١).

وقول ابن جريج لا يُعْرَف من حدثه بذلك، وقد جاء في العلل للإمام أحمد رواية ابنه عبد الله: كان ابن جريج لا يبالي من أين يأخذه يعني قوله أخبرت وحدثت عن فلان (٢).

كما لا يُعْرَف أكان يقصد بالناس الصحابة أم كان يقصد بذلك غيرهم؟ وغير الصحابة لا يكون فعله حجة، ولو صح أن ثبت ذلك عن بعض الصحابة لما قُبِل أيضًا، وهو مخالف للسنة المرفوعة، فإن الثابت عن النبي ، أنه كان يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، لا يزيد على ذلك، والأذكار المقيدة توقيفية، وإن كان سبحانه متصفًا بالعلو والعظمة، ولا يحدث في كونه إلا ما شاء وحده.

ولذلك جاء في حديث البراء بن عازب في أذكار النوم، قال : إذا أخذت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: وفيه: آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت. قال الصحابي: فرددتهن لأستذكرهن فقلت: آمنت برسولك الذي أرسلت، قال: قل: آمنت بنبيك الذي أرسلت (٣).

وإن كان وصف الرسالة أبلغ من وصف النبوة، ومع ذلك لم يقره النبي -على تغيير اللفظ الوارد، والعبد يجب أن يكون في العبادة متبعًا للسنة، موافقًا لها، لا يزيد عليها مطلقًا، ولا ينقص منها إلا لعذر.

القول الخامس:

يخير بين أن يقول مثل قول المؤذن، وبين أن يقول في الحيعلة: لا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا قول أبي بكر الأثرم، ومحمد بن جرير الطبري، وابن المنذر،


(١) المصنف (١٨٤٩).
(٢) العلل (٢/ ٥٥١).
(٣) البخاري (٢٤٧)، ومسلم (٢٧١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>