للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فجعل الاقتصار على السجدتين بنيتهما كافيًا في صحة السجود، ولم يذكر الجلوس بين السجدتين.

فجعل أركان سجود السهو محصورًا باثنين: النية، والسجدتين، ويلزم من ذلك الفصل بينهما بالرفع، ويأتي إن شاء الله تعالى الخلاف في التشهد والتسليم.

فالراجح والله أعلم أن الجلوس في سجود السهو ليس من أركان السجود، ولا الطمأنينة فيه من أركانه، وهو مما يفترق فيه الجلوس بين الصلاة وبين سجود السهو، فتأمل.

واستحب بعض الشافعية أن يقول في سجوده: سبحان من لا ينام ولا يسهو؛ لكونه لائقًا بالحال (١).

وهو استحسان لا أصل له، واعتقاد سنيته استدارك لا يليق، قال الحافظ ابن حجر: «لم أجد له أصلًا» (٢).

• الراجح:

الخلاف في حكم التكبير لسجود السهو، والذكر في السجود، وفي الجلسة بينهما كالخلاف في الصلاة المكتوبة، فالجمهور على أن تكبيرات الانتقال وأذكار السجود وأذكار الجلسة بين السجدتين من السنن.

قال العدوي في حاشيته على الخرشي: «والظاهر أن تكبيرة السجود سنة، وأما النية فلا بد منها» (٣).

ويذهب الحنابلة إلى اعتبار ذلك من الواجبات.

والراجح قول الجمهور، وقد تم بحث ذلك، ولله الحمد،

والأقرب أن الجلوس بين السجدتين والطمأنينة فيها ليست ركنًا في سجود


(١) قال الرافعي كما في كفاية التنبيه (٣/ ٤٩٥): «سمعت بعض الأئمة يحكي أنه يستحب أن يقول فيهما: سبحان من لا ينام، ولا يسهو». وانظر: مغني المحتاج (١/ ٤٣٩)، تلخيص الحبير (٢/ ١٤).
(٢) تلخيص الحبير (٢/ ١٤).
(٣) حاشية العدوي على الخرشي (١/ ٣١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>