وسعيد بن محمد بن ثواب الْحُصْرِيُّ كما في المعجم الكبير للطبراني (١٨/ ١٩٥) ح ٤٦٩، وفي المعجم الأوسط له (٢٢٢٩)، وصحيح ابن خزيمة (١٠٦٢)، وصحيح ابن حبان (٢٦٧٠، ٢٦٧٢)، وفوائد تمام (٣٤٠)، ثلاثتهم عن محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثنا أشعث بن عبد الملك الحراني، عن محمد بن سيرين به، وذكر فيه التشهد لسجود السهو. وقد رواه النسائي كما في المجتبى من سننه (١٢٣٦)، وفي الكبرى (٦٠٩، ١١٦٠) ومحمد بن إسحاق كما في مستدرك الحاكم (١٢٠٨)، روياه عن محمد بن يحيى، فلم يذكرا فيه التشهد، قال الحافظ ابن رجب في شرح البخاري (٩/ ٤٣٤): «فإما أن يكون الأنصاري اختلف عليه في ذكره، وهو دليل على أنه لم يضبطه، وإما أن يكون النسائي ترك ذكر التشهد عن عمد؛ لأنه استنكره». ولفظ النسائي: (أن النبي ﷺ صلى بهم فسها، فسجد سجدتين ثم سلم). ولفظ محمد بن إسحاق: (أن النبي ﷺ صلى بهم فسها في صلاته، فسجد سجدتي السهو بعد السلام والكلام). خالف الأنصاري يحيى بن سعيد القطان، كما في مسائل الإمام أحمد رواية عبد الله نقلًا من فتح الباري لابن رجب (٩/ ٤٣٤) فرواه عن أشعث، عن خالد الحذاء به، فذكر فيها السلام فقط، ولم يذكر التشهد. ولم أقف عليه في مسائل عبد الله المطبوع. قال ابن رجب: «فهذه رواية يحيى القطان مع جلالته وحفظه وإتقانه، عن أشعث، إنما فيها ذكر السلام فقط». اه يريد بذلك أن الحمل في زيادة ذكر التشهد على الأنصاري، وأن الأشعث بريء من عهدته. فصار ذكر التشهد شاذًا في حديث عمران بن الحصين حيث لم يروه عن ابن سيرين إلا أشعث، ولا عن أشعث إلا محمد بن عبد الله الأنصاري. ورواية يحيى القطان تجعل الباحث يجزم بأن الوهم من الأنصاري، ولو لم تأت رواية يحيى بن سعيد القطان، فإن الحمل فيه على الأنصاري؛ لأن الرواة عنه جماعة، ومنهم أئمة، فيبعد أن يكون الوهم منهم، وأشعث بن عبد الملك الحراني ثقة، وهو أحفظ من محمد بن عبد الله الأنصاري، فكان الحمل عليه أقرب، لكن رواية يحيى القطان جعلت الوهم منه يقينًا بدلًا من كونه ظنًا، وليس اليقين كالظن، والله أعلم. وقال البيهقي في معرفة السنن (٣/ ٢٨١): هذا يتفرد به أشعث، وخالفه جماعة فرووه عن خالد دون هذه اللفظة. اه قال ابن رجب في شرح البخاري (٩/ ٤٣٣): وضعف الحديث محمد بن يحيى الذهلي والبيهقي، وقالا: ذكر التشهد فيه غير محفوظ، ونسبا الوهم إلى أشعث، وأشعث هو ابن عبد الملك الحراني ثقة، وعندي أن نسبة الوهم إلى الأنصاري فيه أقرب، وليس هو بذاك=