للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عن أبي هريرة : أن رسول الله قال: إن أحدكم إذا قام يصلي جاء الشيطان، فلبس عليه حتى لا يدري كم صلى، فإذا وجد ذلك أحدكم، فليسجد سجدتين وهو جالس (١).

بخلاف الشاك غير المستنكح فهذا يجب عليه إصلاح صلاته بالبناء على الأقل، والإتيان بما شك، ويسجد.

ومن استنكحه السهو: بحيث يعتريه كثيرًا، ويتيقن السهو، فحكمه أن يصلح صلاته، بأن يأتي بما سها عنه، ولا سجود عليه.

والفرق: أن الساهي يضبط ما تركه بخلاف الشاك فلا ضبط عنده (٢)

وفي الحالين ليس عليه أن يرفض صلاته لكثرة السهو أو الشك كما هو اختيار ابن الماجشون.

ومعنى: استنكحه: أي داخله، وكثر عليه، وتكرر منه ولو كل يوم مرة.

فهنا فرق المالكية بين حالين أن يكثر السهو منه في صلاة واحدة، ويتيقن السهو، ولم يكن السهو عادة له إلا نادرًا، فهذا يجب عليه أن يصلح صلاته، ويسجد لسهوه، ولم يفرقوا فيه بين وقوعه في الصلاة الواحدة مرة أو أكثر.

وبين أن يكون من عادته تكرر السهو أو الشك، ولو مرة واحدة في اليوم، فهذا يعطى حكم المستنكح على التفصيل السابق.

يقول أبو الوليد الباجي: «الساهي على ضربين:

ضرب يمكنه التيقن؛ لأن السهو يقع منه نادرًا، وضرب يكثر منه السهو حتى لا يكاد يحصل له يقين، فهذا من باب الوسواس» (٣).


(١) صحيح البخاري (١٢٣٢)، وصحيح مسلم (٨٢ - ٣٨٩).
(٢) حاشية الدسوقي (١/ ٢٧٦، ٢٧٨)، التوضيح لخليل (١/ ٤٢٥)، شرح الزرقاني على مختصر خليل (١/ ٤٢١)، لوامع الدرر (٢/ ٢٢٤)، الفواكه الدواني (١/ ٢٢٣، ٢٢٤)، شرح رزوق على الرسالة (٢/ ١١٣٣)، النوادر والزيادات (١/ ٣٦٢)، التمهيد (٧/ ٩٢)، تحبير المختصر (١/ ٣٤٣)، الخرشي (١/ ٣١٥).
(٣) المنتقى للباجي (١/ ١٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>