وإسحاق بن إبراهيم كما في مختصر قيام الليل للمروزي (١/ ١٤٢)، وصحيح ابن حبان (٧٥٣)، والأحاديث المختارة للمقدسي (٤٣٦)، والحسن بن مكرم (ثقة) كما في المستدرك (٩٧١)، والسنن الكبرى للبيهقي (٢/ ٣٥٦)، وشعب الإيمان للبيهقي (٧٥٦)، ودلائل النبوة للبيهقي (١/ ٣٥٧)، ثلاثتهم رووه عن يزيد ابن هارون، عن حماد بن سلمة به، وفيه: (وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء). قال عبد الله بن أحمد: لم يقل من البكاء إلا يزيد بن هارون. وخالفهم عبد الرحمن بن محمد بن سلام (ثقة) في سنن أبي داود (٩٠٤)، فرواه عن يزيد بن هارون به، بلفظ: (كأزيز الرحى من البكاء)، ورواية الجماعة هي الأولى أن تكون محفوظة، فحرف (من البكاء) حرف شاذ، وكذا قوله: (الرحى). قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. وتبعه على هذا ابن رجب، قال في شرح البخاري (٦/ ٢٦٢): «هذا الإسناد على شرط مسلم». ونسب الحديث لمسلم ابن دقيق العيد في الإلمام (٢٣٧)، وهو وهم. ولعله أراد أن يقول: على شرط مسلم، فأخطأ قال ابن عبد الهادي في المحرر (٢١٤): «وقد وهم في هذا الحديث من قال: أخرجه مسلم». ولم يصرح باسم الواهم، وهكذا كان حال السلف، لا يعنيهم إلا التصويب، وليس التنقيص والتشهير، وكذلك فعل الحافظ ابن حجر، قال في الفتح (٢/ ٢٠٦): «رواه أبو داود والنسائي والترمذي في (الشمائل) وإسناده قوي، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، ووهم من زعم أنَّ مسلمًا أخرجه». ومن الذي لا يهم، ولا يخطئ؟ وقد صحح الحديث النووي في الخلاصة (١٦٥٥). ولم ينفرد به ثابت، ولا يضره أن ينفرد به، فقد تابعه عبد الكريم بن رشيد، عن مطرف، عن أبيه، قال: كان يسمع للنبي ﷺ أزيز بالدعاء كأزيز المرجل. وهذه متابعة صحيحة، أخرجها النسائي في السنن الكبرى (٥٥٠)، والمقدسي في الأحاديث المختارة (٤٤١) وكمال الدين ابن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب (٢/ ٧٣٨)، والمزي في تهذيب الكمال (١٨/ ٢٤٨)، من طريق ضمرة بن ربيعة، وأبو الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبي ﷺ (٥٧٤)، وابن قانع في معجم الصحابة (٢/ ٦٣)، من طريق زكريا بن نافع الأرسوفي، كلاهما عن السري بن يحيى، عن عبد الكريم بن رشيد به.