نفخ:(ترب وجهك)، ولا يثبت عن ابن عباس، وأبي هريرة أن النفخ بمنزلة الكلام، وليس لتفرق من فرق بين نفخ يسمع، وبين نفخ لا يسمع معنىً، وذلك أن النفخ إن كان كلامًا فعليه الإعادة، وإن لم يكن كلامًا فلا إعادة على من نفخ في صلاته» (١).
دليل من قال: النفخ يبطل الصلاة إن كان مسموعًا:
قالوا: إن النفخ إذا كان غير مسموع فهو تنفس، لا بد للحي منه، فلا يفسد الصلاة، وإن كان مسموعًا فهو كلام يفسد الصلاة.
• ويناقش:
دعوى أن النفخ إذا سمع أصبح كلامًا هذه دعوى في محل النزاع، فأين الدليل عليها فالأصوات من الحيوانات والآلات مسموعة، ولا يقال عن أصواتها كلام، وليس من شرط الكلام أن يكون مسموعًا فالكلام في الصلاة نوعان: مشروع، كالقراءة والتسبيح والدعاء، فإذا تلفظ به الإنسان في الصلاة صحت صلاته، ولو لم يكن مسموعًا، والنوع الثاني: كلام الناس فهذا الذي نهينا عنه في الصلاة سواء أكان مسموعًا أو غير مسموع، فليس السماع شرطًا لاعتباره كلامًا، فما كان من حديث النفس لا يعد كلامًا، ولا أثر له في إفساد الصلاة، فإذا تلفظ به اللسان، ولو لم يسمع فقد تكلم.
• دليل من قال: النفخ كلام إن أبان عن حرفين فأكثر:
الدليل الأول:
قال تعالى: ﴿فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ﴾ [الإسراء: ٢٣].
وجه الاستدلال:
أن الله ﷾ سمى الأف قولًا، فدل على أنه كلام.
الدليل الثاني:
النفخ مجرد صوت، فإذا انتظم منه حرفان أصبح كلامًا، فإن الكلام في اللغة ما تركب من حرفين، وإن كان مهملًا لا فائدة فيه، واشتراط الإفادة اصطلاح للنحويين.