للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ما فيه، ثم قال: لم فعلت؟ قال: من خشيتك، وأنت أعلم، فغفر له (١).

فاعتقاد أن الله لا يقدر عليه، أو الشك في قدرة الله عليه كلاهما كفر مخرج عن الملة، وعذر لجهله، والله أعلم.

(ح-٢٤٢٠) ومنها ما رواه البخاري من طريق أبي أسامة، عن هشام بن عروة، عن فاطمة،

عن أسماء بنت أبي بكر الصديق ، قالت: أفطرنا على عهد النبي يوم غيم، ثم طلعت الشمس. قيل لهشام: فأمروا بالقضاء؟ قال: لا بد من قضاء. وقال معمر: سمعت هشامًا: لا أدري أقضوا أم لا (٢).

(ح-٢٤٢١) ومنها ما رواه الشيخان البخاري ومسلم من طريق حصين بن عبد الرحمن، عن الشعبي،

عن عدي بن حاتم ، قال: لما نزلت: ﴿حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود﴾ [البقرة: ١٨٧] عمدت إلى عقال أسود، وإلى عقال أبيض، فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت أنظر في الليل، فلا يستبين لي، فغدوت على رسول الله ، فذكرت له ذلك فقال: إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار (٣).

فهذه النصوص مع ما سبق من حديث الجاهل في صلاته، وقصة عمار وعمر في تيمم الجنب تبين لك أن الجاهل معذور، لا فرق في ذلك بين الأمور القطعية في الدين، وبين الأمور الظنية.

• الراجح:

أن من تكلم جاهلًا بالتحريم فإن صلاته صحيحة، فإن كان يمكنه رفع الجهل وقد فرط ولم يتعلم أثم لتركه ما يجب عليه، وإن كان عاجزًا عن رفع الجهل إما لكونه في بادية بعيدًا عن العلماء، أو كان حديث عهد بإسلام لم يأثم، والله أعلم.


(١) صحيح البخاري (٧٥٠٦)، وصحيح مسلم (٢٤ - ٢٧٥٦).
(٢) صحيح البخاري (١٩٥٩).
(٣) صحيح البخاري (١٩١٦)، وصحيح مسلم (٣٣ - ١٠٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>