قال ابن رجب في الفتح (٤/ ١٢٥): في إسناده جهالة. وقال الحازمي في الاعتبار (ص: ٧٥): «هذا حديث غريب على شرط أبي داود، أخرجه في كتابه». وقال ابن القيم في زاد المعاد (٣/ ٤٧٥): «وفي هذا الإسناد … ضعف». وأما نكارة متنه، فقال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم والإيهام (٢/ ٦٥): «والحديث في غاية الضعف، ونكارة المتن، فإن دعاءه ﵇ لمن ليس له بأهل زكاة ورحمة، فاعلم ذلك». أين هذا من هديه ﷺ، وقد أدمى السفهاء عقبه عليه الصلاة، وهو يدعو لهم، فقد روى البخاري (٣٤٧٧)، من طريق الأعمش، قال: حدثني شقيق، قال عبد الله: كأني أنظر إلى النبي ﷺ يحكي نبيًّا من الأنبياء ضربه قومه، فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون. وأين هذا من رفقه بمن بال في المسجد، أو تكلم في الصلاة جاهلًا. والحديث قد اختلف فيه على سعيد بن عبد العزيز التنوخي: فرواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد، كما في مسند أحمد (٤/ ٦٤) و (٥/ ٣٧٦)، ودلائل النبوة لإسماعيل الأصبهاني (١٨٩)، وتهذيب الكمال للمزي (٣٢/ ٢٦٠)، ووكيع كما في مصنف ابن أبي شيبة (٢٩٢٠)، وفي المسند له (٧١٧)، وفي التاريخ الكبير للبخاري (٣٣٤٩)، وسنن أبي داود (٧٠٥)، والتاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (٢٥٤٩)، والسنن الكبرى للبيهقي (٢/ ٣٩٠)، ودلائل النبوة للبيهقي (٥/ ٢٤٣) والوليد بن مسلم، كما في تهذيب الآثار، الجزء المفقود (٥٦٠)، وتاريخ دمشق لابن عساكر (٢٥٧٤)، وعمرو بن أبي سلمة كما في دلائل النبوة للبيهقي (٦/ ٢٤١)، وتاريخ دمشق لابن عساكر (٩٢٢٨). وأبو حيوة كما في سنن أبي داود (٧٠٦)، والسنن الكبرى للبيهقي (٢/ ٣٩٠)، والاعتبار بالناسخ والمنسوخ (ص: ٧٥)، ومحمد بن بكار كما في التاريخ الكبير (٨/ ٣٦٦)، ستتهم رووه عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن مولى ليزيد بن نمران، عن يزيد بن نمران، قال: رأيت رجلًا مقعدًا … وذكر الحديث. خالفهم أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، كما في مسند الشاميين للطبراني (٣٤٦)، والبخاري في التاريخ الكبير (٨/ ٣٦٦)، فرواه عن سعيد بن عبد العزيز، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني يزيد (يعني: ابن جابر)، حدثني ابن نمران، قال: رأيت مقعدا في تبوك فسألته .... وذكر الحديث، وفي إسناد الطبراني تحريف، وقد صححته من التاريخ الكبير. ورواية الجماعة هي الصواب. وللحديث طريق آخر: رواه عبد الله بن صالح كما في التاريخ الكبير (٨/ ٣٦٥). وعبد الله بن وهب كما في سنن أبي داود (٧٠٧)، وتهذيب الآثار لابن جرير الطبري =