للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قوله : (إلا رقمًا في الثوب)، فالثوب الملبوس يجلس به، وعليه، وينام به، فلا يأخذ حكم الصورة المعلقة على ستار في صدر المجلس، أو على سقف البيت.

وأما الجواب عن علة التشبه:

فإن ما كانت علته التشبه عند الحنفية فإن كراهته تنزيهية.

ولهذا لما كره الحنفية انفراد الإمام على الدكان، عللوه بالتشبه، قال الرملي الحنفي كما في منحة الخالق على البحر الرائق: «هذا التعليل يقتضي أنها تنزيهية» (١).

وقال ابن عابدين في حاشيته: «وعللوه -يعني علو الإمام عن المأموم- بأنه تشبه بأهل الكتاب، فإنهم يتخذون لإمامهم دكانًا، وهذا التعليل يقتضي أنها تنزيهية» (٢).

وكرهوا كراهة تنزيهية إفراد يوم عاشوراء بالصيام منفردًا عن التاسع؛ لعلة التشبه.

وليس هذا خاصًا بالحنفية، فالحنابلة والشافعية يرون أن التشبه بالكفار الأصل فيه الكراهة؛ لأنه المتيقن، ولا يصرف لغيره إلا بدليل.

قال في الإقناع: ويكره اشتمال الصماء … وشد الوسط بما يشبه الزنار، ولو في غير صلاة؛ لأنه يكره التشبه بالكفار (٣).

وقال ابن تيمية في شرح العمدة: «التشبه بأهل الكتاب مكروه، وقطع التشبه بهم مشروع» (٤).

ولعل هذا أحد القولين عن ابن تيمية، أو أنه يقرر المذهب فحسب.

وقال شيخنا ابن عثيمين في تعليقه على الكافي لابن قدامة: «المؤلف يقول: يكره؛ لما فيه من التشبه بالنصارى، وظاهر كلامه أن التشبه بالكفار مكروه، لا محرم وهذا هو المشهور من المذهب عندنا، أن التشبه بالكفار ليس بمحرم، بل هو مكروه صرحوا به في قولهم: يكره التشبه بالكفار في لباس وغيره .... » (٥).


(١) منحة الخالق حاشية على البحر الرائق (٢/ ٢٨).
(٢) حاشية ابن عابدين (١/ ٦٤٦).
(٣) الإقناع في فقه الإمام أحمد (١/ ٩١).
(٤) شرح العمدة لابن تيمية، كتاب الصيام (٢/ ٥٨٤).
(٥) تعليقات ابن عثيمين على الكافي لابن قدامة (١/ ٣١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>