للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يقول ابن رجب: «وأما أكثر الحفاظ المتقدمين، فإنهم يقولون في الحديث إذا تفرد به واحد، وإن لم يَرْوِ الثقات خلافه: إنه لا يتابع عليه، ويجعلون ذلك علة فيه، اللهم إلا أن يكون ممن كثر حفظه، واشتهرت عدالته وحديثه كالزهري ونحوه، وربما يستنكرون بعض تفردات الثقات الكبار أيضًا، ولهم في كل حديث نقد خاص، وليس لذلك ضابط يضبطه» (١).

وقول الحافظ ابن رجب : «وليس لذلك ضابط يضبطه».

يريد بذلك والله أعلم أن الإعلال بالتفرد ليس مطردًا، فأحيانًا العلماء يقبلون تفرد الصدوق، وأحيانًا يردون تفرد الثقة، ومرد ذلك إلى نقد المتن المروي، فإذا روى الثقة متنًا مستنكرًا، وكان العمل على خلافه، وقد تفرد به راو، ولو كان ثقة تطلب العلماء له علة، فأحيانًا يعلونه بتدليس الراوي، وأحيانًا يعلونه بالتفرد كأن يكون مقلًا بالرواية عن الشيخ، أو ليس من بلده، أو لغيرهما من العلل؛ وذلك لأن صحة الإسناد لا يلزم منها صحة المتن. وأما إذا كان المتن مستقيمًا فلا يضره أن يتفرد به الراوي، ولو كان صدوقًا؛ والله أعلم.

الدليل الثالث:

(ث-٥٣٤) ما رواه أبو داود، قال: حدثنا بشر بن هلال، حدثنا عبد الوارث،

عن إسماعيل بن أمية، سألت نافعًا، عن الرجل يصلي، وهو مشبك يديه، قال: قال ابن عمر: تلك صلاة المغضوب عليهم (٢).

[شاذ لا يثبت من قول ابن عمر ] (٣).


(١) شرح علل الترمذي ت همام بن عبد الرحيم (٢/ ٥٨٢).
(٢) سنن أبي داود (٩٩٣).
(٣) تفرد به بشر بن هلال عن عبد الوارث بن سعيد، وقد خالفه غيره:
فرواه عمران بن موسى القزاز كما في صحيح ابن خزيمة (٤٣٥)، أخبرنا عبد الوارث، أخبرنا إسماعيل بن أمية، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : إذا توضأ أحدكم في بيته، ثم أتى المسجد كان في صلاة حتى يرجع، فلا يقل هكذا، وشبك بين أصابعه.
والقزاز صدوق، وهو أكثر رواية عن عبد الورث من بشر بن هلال.
وقد توبع القزاز بخلاف بشر بن هلال، تابعه على هذا الوجه محمد بن مسلم الطائفي المكي كما في سنن الدارمي (١٤٤٦)، فرواه عن إسماعيل بن أمية، عن سعيد المقبري به.
ومحمد بن مسلم الطائفي خرج له الشيخان في الشواهد، وضعفه أحمد مطلقًا من كتابه ومن حفظه، وقال أبو داود: ليس به بأس. وظاهره مطلقًا.
وقال ابن معين: إذا حدث من كتابه فليس به بأس، وإذا حدث من حفظه يخطئ، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ. اه
وما يخشى من خطئه، فقد توبع، تابعه عمران بن موسى القزاز كما تقدم، فرجع حديث عبد الوارث إلى حديث أبي هريرة، وقد سبق تخريج حديث أبي هريرة، انظر: (ح-١٠٥١).
وقد روى خليفة بن غالب، عن نافع، أنه قال: رأيت ابن عمر يشبك بين أصابعه في الصلاة، وهو معارض لهذا الأثر، وسبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>