[فصلت: ٣٩]. فجعل الخشوع في مقابل الاهتزاز والحركة، فالعبث مناف لخشوع الجوارح.
قال ﷺ:، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي.
ورأى بعض السلف رجلًا يعبث في صلاته، فقال: لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه، وروي مرفوعًا بإسناد لا يصح.
ومنها: أن العبث نوع من الالتفات عن الصلاة، ينقص من ثوابها، وذلك أن الالتفات نوعان: التفات البدن، والتفات القلب، والعبث في الصلاة من الالتفات الثاني: وهو أسوأ من التفات البدن؛ لأن التفات البدن يجوز للحاجة، والعبث لا يحتاج إليه الإنسان في صلاته.
قال الرسول ﷺ عن الالتفات: هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد.
والعابث في صلاته ربما غلب عليه العبث حتى لا يعلم ما يقرأ، وقد نهى الله السكران عن الصلاة وجعل غاية النهي أن يعلم ما يقول، قال تعالى: ﴿حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ﴾.
ومنها: أن كل عضو من أعضاء المصلي له عمل مشروع في الصلاة، كما قال الرسول ﷺ: إن في الصلاة لشغلًا (١)، فكل عضو له حظه من العبادة، فإذا عبث المصلي بعضو من أعضائه فقد ارتكب محذورين:
الأول: إشغال هذا العضو بعمل غير مشروع في الصلاة.
والثاني: تعطيله عن القيام بما هو مشروع في حق ذلك العضو.
(ح-٢٢٢٨) فقد روى مسلم من طريق مالك، عن مسلم بن أبي مريم،
عن علي بن عبد الرحمن المعاوي، أنه قال: رآني عبد الله بن عمر وأنا أعبث بالحصى في الصلاة، فلما انصرف نهاني فقال: اصنع كما كان رسول الله ﷺ يصنع، فقلت: وكيف كان رسول الله ﷺ يصنع؟ قال: كان إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى، وقبض أصابعه كلها وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام، ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى.