للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

طرفين: أي يقابل إصراره على المرور بدفعه بشدة وقوة وعنف.

ووصف المصر على المرور بالشيطان، واستخدم الحصر: (إنما هو شيطان) أي هذا العمل لا يصدر إلا من شيطان، ليحمل المار على ترك المرور، حتى لا يوصف بالشيطنة.

وهو من جهة المصلي تعليل للإذن في قتاله؛ لكراهة الناس للشيطان وعمله.

واستحق المار هذا الوصف، إما لتمرده على الامتثال للحق، فيستحق أنه من شياطين الإنس، وهو الأقرب؛ لأنه لا يحتاج إلى تأويل، ولأن الشيطان في لغة العرب: كل عاتٍ من الإنس والجن والدواب فهو شيطان (١).

وفي حديث أبي ذر في مسلم، قال: عن الكلب الأسود شيطان أي بالنسبة لسائر الكلاب لأذيته.

وإما لأن هذا من عمل الشيطان، فحري بالمسلم أن يجتنبه كما قال تعالى عن الخمر والميسر والأنصاب والأزلام: ﴿رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ﴾ [المائدة: ٩٠].

فيكون معنى الحديث: إنما هو شيطان: أي فاجتنبوه لبعده عن الخير.

وكونه من عمل الشيطان لا يعفي الفاعل من الإثم:

قال تعالى عن قتل موسى للقبطي: ﴿فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ﴾ إلى أن قال: ﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ﴾ [القصص: ١٥].

وقيل: إن معناه أن معه الشيطان، أي القرين، فهو الذي يدفعه لفعل ذلك.

(ح-٢١٧٥) لما رواه مسلم من طريق الضحاك بن عثمان، عن صدقة بن يسار،

عن عبد الله بن عمر؛ أن رسول الله قال: إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحداً يمر بين يديه، فإن أبى فليقاتله، فإن معه القرين (٢).

[تفرد بذلك الضحاك بن عثمان] (٣).


(١) الصحاح (٥/ ٢١٤٤).
(٢) صحيح مسلم (٥٠٦).
(٣) تفرد به الضحاك بن عثمان عن صدقة بن يسار، وليس له عن صدقة بن يسار إلا هذا الحديث، ولم يضبط لفظه، فرواه عنه محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان به، بلفظ: (إذا كان أحدكم يمر بين يديه فإن أبى فليقاتله، فإن معه القرين).
ورواه أبو بكر الحنفي في غير صحيح مسلم عن الضحاك به، بلفظ: (لا تصل إلا إلى سترة، ولا تدع أحدًا يمر بين يديك، فإن أبى فليقاتله، فإن معه القرين).
وقد سبق تخريجه بتوفيق الله، انظر: (ح-٢١٤٨)، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>