(٢) الحديث رواه إسماعيل بن عياش كما في مسند أحمد (٤/ ١٢٤)، ومسند البزار (٢٧١٧)، ومسند الشاميين للطبراني (١١٠٣)، ومستدرك الحاكم (١٨٤٤)، وفي الكنى والأسماء للدولابي (٥٠٠)، وفي تلخيص المتشابه في الرسم للخطيب (٢/ ٧٨٣)، وفي تاريخ دمشق لابن عساكر (١٧/ ٤٤٧). وعبد الملك بن محمد الصنعاني كما في مسند الشاميين للطبراني (١١٠٤، ٢١٤٨)، وفي المعجم الكبير له (٧/ ٣٤٧) ح ٧١٦٣، وفي تاريخ دمشق لابن عساكر (١٧/ ٤٤٧)، كلاهما (إسماعيل، وعبد الملك)، عن راشد بن داود به. ولم يذكر عبد الملك حضور عبادة بن الصامت. وفي إسناده راشد بن داود، قال البرقاني في سؤالاته (١٥٧): سمعت الدارقطني يقول: راشد بن داود أبو المهلب، حمصي، ضعيف، لا يعتبر به. وهذا من الجرح الشديد، ولا يقول إمام مثل الدارقطني إلا وقد تبين له من حال الراوي ما يجعله يجزم بذلك. وقال البخاري: فيه نظر. وقد ذكر العلماء أن البخاري إذا قال فيه: نظر فهو من الجرح الشديد. وقال دحيم الدمشقي: هو ثقة عندي. اه وهو أعلم بأهل الشام. وقال يحيى بن معين: ليس به بأس ثقة. وقال أبو زرعة الدمشقي: في ذكر نفر ذوي أسنان وعلم: أبو المهلب راشد بن داود الصنعاني. انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (١٧/ ٤٤٩)، ونقله المزي في تهذيب الكمال (٩/ ٧)، وعلق على ذلك المحقق بشار عواد، فقال: لم أجده في تاريخه. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في مشاهير علماء الأمصار: من متقني الشاميين، وكان عزيز الحديث، وهذه عبارة تعديل من ابن حبان، وتعديل ابن حبان على قسمين: أن يذكره في الثقات وينص على تعديله بعبارة من عبارات التعديل، فتعديله في الغالب معتبر كغيره من أئمة الجرح والتعديل. أن يذكره في الثقات، ولا ينص على تعديله، فهذا إنما ذكره ابن حبان بناء على أن الأصل في المسلم العدالة، فإذا لم يجد فيه جرحًا اقتصر على ذكره في الثقات دون أن يتبع ذلك بعبارة من عبارات التعديل، فهذا الذي يتكلم فيه العلماء في تساهل ابن حبان في التعديل، ولا يكفي مثل ذلك في تعديل رواة الحديث إلا بشروط يعرفها طلبة هذا العلم، ليس هذا مجال ذكرها، والله أعلم. إذا عرفت من عدَّله ومن جَرَحَه، فالسؤال: أيقدم الجرح على التعديل باعتبار أن الجارح معه زيادة علم، كالبخاري والدارقطني، وهما معتدلان في الجرح، وقد جرحاه جرحًا شديدًا، ومثل ذلك لا يمكن للبخاري والدارقطني أن يجزما بذلك إلا وقد وقفا على ما يوجب ذلك، عن طريق سبر رواياته. أم يقال: إن دحيم وأبو زرعة شاميان، وهما أعلم بأهل الشام من غيرهما، أميل إلى الثاني. وقد تفرد به راشد بن داود عن يعلى، وليس لراشد رواية عن يعلى بن شداد غير هذا الحديث، وأحاديث يعلى قليلة، وأكثرها لا يرويها عن يعلى إلا وحدان، فهذا الحديث قابل للتحسين لهذا قلت: أرجو ألا يكون حسنًا، وهي ليست كما لو جزمت بالتحسين، والله أعلم.