ورواه أبو إسحاق الفزاري (ثقة) في الإبانة الكبرى لابن بطة (١٨٧)، مختصرًا، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري، والشعبي، قالا: قال عبد الله: عليكم بالطريق فلئن لزمتموه، لقد سبقتم سبقا بعيدًا، ولئن خالفتموه يمينًا، وشمالًا لقد ضللتم ضلالًا بعيدًا. والشعبي لم يسمع من ابن مسعود. وخالفهم حماد بن سلمة، (ثقة فيما رواه عن ثابت وحميد، وصدوق في غيرهما، وتغير بآخرة) رواه الطبراني في المعجم الكبير (٩/ ١٢٦) ح ٨٦٣٣، من طريق أبي عمر الضرير، عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي بنحوه. وحماد ممن سمع من عطاء قبل تغيره. وقد توبع حماد، فرواه الطبراني في الأوسط (٨٢٥) من طريق الحسين بن إدريس، قال: أخبرنا سليمان بن أبي هوذة، قال: أخبرنا عمرو بن أبي قيس، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله بن مسعود بذكر صفة الخوارج. وهذا إسناد جيد. ورواه معمر، كما في مصنف عبد الرزاق (٥٤١٠) عن عطاء بن السائب، قال: سمع ابن مسعود، بقوم يخرجون إلى البرية معهم قاصٌّ يقول: سبِّحوا، ثم قال: أنا عبد الله بن مسعود، ولقد فضلتم أصحاب محمد ﷺ علمًا، أو لقد جئتم ببدعةٍ ظلماء، وإن تكونوا قد أخذتم بطريقتهم، فقد سبقوا سبقًا بعيدًا، وإن تكونوا خالفتموهم فقد ضللتم ضلالًا بعيدًا، على ما تُعَدِّدُونَ أمر الله؟ فسقطت الواسطة بين عطاء بن السائب، وابن مسعود. ورواه عبد الرزاق في المصنف (٥٤٠٨)، ومن طريقه الطبراني في المعجم الكبير (٩/ ١٢٥) ح ٨٦٢٩، عن ابن عيينة، عن بيان، عن قيس بن أبي حازم، قال: ذكر لابن مسعود قاصٌّ يجلس بالليل، ويقول للناس: قولوا: كذا، قولوا: كذا، فقال: إذا رأيتموه فأخبروني، فأخبروه، قال: فجاء عبد الله متقنعًا، فقال: من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا عبد الله بن مسعود، تعلمون أنكم لأهدى من محمد وأصحابه، وإنكم لمتعلقون بذنب ضلالة. وهذا إسناد صحيح، وبيان: هو بيان بن بشر. وهناك طرق أخرى تركتها اقتصارًا، ورواية الدارمي أتمها.