للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[انفرد به ابن البراء عن أبيه، وقد رواه غيره في أذكار النوم، وهو المحفوظ] (١).

فقوله: (إذا صلينا) عام في كل الصلوات.

• وأجيب عن الحديث بجوابين:

الأول: الاختلاف على مسعر في ذكر (يقبل علينا بوجهه) فقد رواه مسلم من طريق وكيع، عن مسعر بهذا الإسناد، ولم يذكر: (يقبل علينا بوجهه).

وانظر تخريج حديث البراء بالمسألة التالية.

الثاني: قال القاضي عياض عن دلالة الحديث: «يُحتمل لهذا، ويحتمل للتيامن عند التسليم، وهو أظهر من الأول، وإلا فإذا انصرف عن يمينه أو شماله فقد كانت عادته أن يستقبل جميعهم بوجهه على ما جاء في حديث سمرة وأنس وغيرهما» (٢).

الدليل الرابع:

الأحاديث الواردة في الأذكار المشروعة في دبر الصلاة، وسوف أتعرض لها في مبحث مستقل إن شاء الله، فإن مجموعها يدل على أن المصلي يشرع له بعد المكتوبة أن يشرع في الأذكار دبر الصلوات، وإطلاق الدبر يعني اتصالها بالصلاة وقتًا بما يعني استحبابها قبل صلاة النافلة البعدية، وهل يعني اتصالها بالصلاة مكانًا أي قبل مفارقة مكان الصلاة؟

قد يقال ذلك؛ لأنه إذا فارق مكان الصلاة كان هناك فاصل بين مكان الصلاة ومكان هذه الأذكار، فانفصلت عن الصلاة، وكانت أشبه بالأذكار المطلقة، فلم يصدق عليها أنها وقعت دبر الصلاة.

وقد يقال: إن الدبر المقصود به مباشرة هذه الأذكار في الوقت دون المكان.

قال ابن حجر: «اختلف فيه: هل يتشاغل قبل التطوع بالذكر المأثور، ثم يتطوع، وهذا الذي عليه عمل الأكثر.

وعند الحنفية: يبدأ بالتطوع … ويترجح تقديم الذكر المأثور بتقييده في الأخبار


(١) سيأتي تخريجه في المسألة التي تلي هذه إن شاء الله تعالى، انظر: (ص: ٢٢).
(٢) إكمال المعلم (٣/ ٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>