للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فهنا بلال حين أراد أن ينادي بالبقيع بصوت مرتفع وضع أصبعه في أذنيه، فربما كانت عادة القوم حين رفع الصوت أن يجعلوا أصابعهم في أذانهم، وليس فعلهم هذا على فرض أن يكون فعله في الأذان محفوظًا عن هدي نبوي، والله أعلم.

• دليل من قال: يجعل أصبعيه في أذنيه في الإقامة:

ما يفعل في الأذان يفعل في الإقامة، فإن الإقامة أحد الأذانين، سواء أقلنا: إن الفعل في الأذان مستحب أم مباح.

قال في مواهب الجليل: وإذا استحب في الأذان استحب في الإقامة كما قاس ابن القاسم جوازه فيها على جوازه في الأذان، قال في الطراز: وهو صحيح، فإن الإقامة أحد الأذانين» (١).

• الراجح:

أرى أن مذهب المالكية هو الأقرب، وأن المؤذن إذا أذن بلا مكبر، وأحب أن يستعين برفع صوته عن طريق وضع أصبعيه في أذنيه فلا مانع بشرط ألا يعتقد أن ذلك سنة عن الرسول ؛ لأن السنة لا تثبت إلا بحديث صحيح، ولم يثبت ذلك عندي، ولا يوصف من فَعَلَها بالبدعة، أو يشدد في ذلك، والخلاف فيها دائر بين الاستحباب والإباحة، والله أعلم.


= وتبعه الحافظ في اللسان، وقال الهيثمي: لم أعرفه. وقال في أخرى: ضعفه الذهبي، فقال: غير معتمد، ولم أر للمتقدمين فيه تضعيفًا، وأخرج له الضياء، وحسن له المنذري. انظر إرشاد القاصي إلى تراجم شيوخ الطبراني (٣٣)، والله أعلم.
وعلى كل فهذا الإسناد إما منكر أو شاذ لمخالفته جميع من روى الحديث عن معاوية بن سلام، وهم جماعة، والله أعلم.
(١) مواهب الجليل (١/ ٤٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>