للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عن أبي حنيفة، وعند المالكية الإقامة كالأذان على الإباحة (١).

• دليل الجمهور على استحباب وضع الأصبعين في الأذنين حال الأذان:

الدليل الأول:

(ح-١٦٥) ما رواه عبد الرزاق، عن الثوري، عن عون بن أبي جحيفة،

عن أبيه قال: رأيت بلالًا يؤذن ويدور، فأتتبع فاه ههنا وههنا، وإصبعاه في أذنيه، قال: ورسول الله في قبة له حمراء، قال: فخرج بلال بين يديه بالعنزة، فركزها بالأبطح، فصلى رسول الله إليها الظهر والعصر يمر بين يديه الكلب، والحمار، والمرأة، وعليه حلة حمراء، كأني أنظر إلى بريق ساقيه (٢).

[صحيح، وزيادة الدوران ووضع الأصبعين في الأذنين ليست محفوظة، لم يسمعها سفيان من عون] (٣).


(١) تحفة الفقهاء (١/ ١١٢)، الجوهرة النيرة (١/ ٤٥)، عقد الجواهر الثمينة (١/ ٩٠)، مواهب الجليل (١/ ٤٣٩)، مسائل أحمد وإسحاق رواية الكوسج (٢/ ٤٩٢، ٤٩٣)، الأوسط (٣/ ٢٧)، فتح الباري لابن حجر (٢/ ١١٦)، كوثر المعاني الدراري (٨/ ٣٢٣).
(٢) المصنف (١٨٠٦).
(٣) جاء في التاريخ الكبير للبخاري (٧/ ١٥): «وقال محمد بن يوسف، عن سفيان حدثت عن عون، عن أبيه أن بلالًا كان يجعل أصبعيه في أذنيه».
فهذا صريح أن سفيان لم يسمع من عون وضع الأصبعين في الأذنين.
وقد تحرفت كلمة (محمد بن يوسف) إلى محمد بن سيف، وتحرفت لفظة (حدثت) إلى كلمة (حريث) والتصحيح من تغليق التعليق لابن حجر (٢/ ٢٧١).
قال ابن رجب في فتح الباري (٥/ ٣٧٦): «روى وكيع، عن سفيان، عن رجل، عن أبي جحيفة، أن بلالًا كان يجعل أصبعيه في أذنيه، فرواية وكيع، عن سفيان تعلل بها رواية عبد الرزاق عنه … ».
والحديث قد اشتمل على لفظتين مختلف فيهما:
إحداهما: الدوران، وسيأتي الكلام عليها عند الكلام على سنة الالتفات إن شاء الله تعالى.
والثانية: في وضع الأصبعين في الأذنين حال الأذان.
وحتى نستكشف هل وضع الأصبعين في الأذنين محفوظ من حديث أبي جحيفة؟
نقول: إن حديث أبي جحيفة رواه عنه ثلاثة:
اثنان لم يختلف عليهما في عدم ذكر وضع الأصبعين في الأذنين، وهما: =

<<  <  ج: ص:  >  >>