للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عبد الله بن زيد من أبيه] (١).

وهذه الأحاديث السابقة هي التي تعرضت لكيفية تشريع الأذان فهل بين أحاديث الصحيحين، وحديث عبد الله بن زيد تعارض؟

وقد جمع بينها ابن العربي المالكي، فقال: «وجه الجمع بينهما أن النبيَّ تشاور مع أصحابه كيف يتحيَّنون وقت الصلاة، فقال بعضهم: نتخذ قرنًا مثل قرن اليهود، وقال بعضهم: نتخذ ناقوسًا مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: أوقدوا نارًا، وقال عمر، : نادوا بالصلاة كأنه يقول: الصلاة الصلاة، لا تفصيل الأذان وكيفيته. فتوقف النبيُّ ينظر في ذلك (٢)، فرأى عبد الله بن زيد وعمر بن الخطاب، ، الرؤيا فيه، وسبق عبد الله بن زيد إلى رسول الله فأعلمه، وأمر رسول الله بذلك وقال: إن هذه الرؤيا حق، وسمع عمر الأمر فأخبر برؤياه، فَحَمِدَ اللهَ رسولُ اللهِ على ما كان من الإرشاد إلى الحق، وألهم إليه من انتظام الأمر» (٣). والله أعلم.

وجاء في رواية أن الشهادة بالرسالة في الأذان كانت من اقتراح عمر، وأقرَّ ذلك رسول الله .

(ح-١٣) قال ابن خزيمة في صحيحه: حدثنا بندار، بخبر غريب غريب، أخبرنا أبو بكر -يعني الحنفي- أخبرنا عبد الله بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر:

أن بلالًا كان يقول أول ما أذن: أشهد أن لا إله إلا الله، حي على الصلاة. فقال له عمر: قل في أثرها: أشهد أن محمَّدًا رسول الله ، فقال رسول الله : قل كما أمرك عمر.

وهذا حديث ضعيف جدًّا (٤).


(١) سيأتي تخريجه، انظر: ح (٢٧).
(٢) لم يتوقف النبي بل أخذ برأي عمر ، فقال لبلال: قم فناد بالصلاة كما هي رواية الصحيحين، ولكنه النداء مبهم، والظاهر أنه ليس النداء المعروف.
(٣) القبس (١/ ١٩٤)، المسالك شرح موطأ مالك (٢/ ٣١٣).
(٤) والأثر رواه ابن عدي في الكامل (٥/ ٢٧٣) من منكرات عبد الله بن نافع. =
= وفي إسناده عبد الله بن نافع العدوي القرشي مولاهم، قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث. وقال في موضع آخر: ليس بثقة. تهذيب الكمال (١٦/ ٢١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>