للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=
وقال ابن الجوزي كما في البدر المنير (٣/ ٢٠٢): كأنه مقلوب، إنما هو: إن بلالًا ينادي بليل.
وضعف ابن عبد الهادي في التنقيح (٢/ ٧٢) القول بأنهما كانا يتناوبان الأذان.
وذهب بعض أهل العلم إلى القول بأن هذا كان بالتناوب بين بلال وبين ابن أم مكتوم، فكانت النوبة تارة تجعل الأذان الأول لبلال، وتارة تجعل الأذان لابن أم مكتوم، وهذا ما رجحه ابن حبان وابن خزيمة، وحجتهما رواية أبي إسحاق، عن أبي الأسود، عن عائشة.
وقد روي هذا من غير طريق أبي إسحاق:
فقد أخرجه أبو يعلى (٤٣٨٥) حدثنا مصعب بن عبد الله،
ورواه ابن خزيمة (٤٠٦)، وابن حبان (٣٤٧٣)، وأبو عوانة في مستخرجه (٩٧٨) من طريق إبراهيم بن حمزة،
والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ٥٦٢) من طريق يعقوب بن محمد بن عيسى، ثلاثتهم (مصعب بن عبد الله، وإبراهيم بن حمزة، ويعقوب) رووه عن الدراوردي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله قال: إن ابن أم مكتوم يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال، فإن بلالًا لا يؤذن حتى يرى الفجر.
والدراوردي صدوق يحدث من كتب غيره، فيخطئ.
وقد تابع الدراوردي حماد بن سلمة، كما في مجموع أحاديث حماد جمع أبي القاسم البغوي (١٩)، حيث رواه عن عبيد الله بن عمر (هو القواريري) عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن رسول الله قال: لا تعتبروا بأذان ابن أم مكتوم -وكان أعمى- واعتبروا بأذان بلال.
قال ابن مهدي: حماد بن سلمة أروى الناس عن ثلاثة: ثابت، وحميد، وهشام بن عروة. العلل ومعرفة الرجال، رواية عبد الله بن أحمد (٣/ ٢٢٨) رقم: ٤٩٩٨.
وحماد بن سلمة قد تغير حفظه بآخرة، ولم يخرج له مسلم من رواية القواريري، عنه، مع أن القواريري من رجال الشيخين، وقد طلب القواريري العلم وهو كبير، فربما كانت روايته عن حماد زمن تغيره، فقد قال أبو حاتم الرازي: حماد ساء حفظه في آخر عمره.
انظر: تهذيب الكمال للمزي (٣٠/ ٢٣١).
كما أن مسلمًا لم يخرج من حديث حماد بن سلمة، عن هشام إلا حديثًا واحدًا في تلقيح النخل، وقوله : لو لم تفعلوا لصلح. وقد رواه مسلم من رواية حماد، عن ثابت، عن أنس، فكان تخريجه له اعتمادًا على رواية حماد بن زيد، عن ثابت، ومن المعلوم أن حمادًا من أثبت الناس في ثابت.
وعلى كل حال فقد خالف الدراوردي وحماد بن سلمة من هو أحفظ منهما، على رأسهم =

<<  <  ج: ص:  >  >>