(٢) وهذا إسناد ضعيف، فعروة عن عمر مرسل. كما أن رواية معمر عن هشام فيها كلام، ولكن جاء من طرق، من أصحها: ما رواه الشريد الثقفي، أن عمر صلى بالناس، وهو جنب، فأعاد، ولم يأمرهم أن يعيدوا. رواه الدارقطني في السنن (١٣٧١) من طريقه البيهقي في السنن (٢/ ٥٥٨) من طريق ابن مهدي، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن ابن المنكدر، عن الشريد الثقفي به. وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (٤٥٧٠) حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، أن عمر صلى بالناس، وهو جنب، فأعاد، وأمرهم ألا يعيدوا. وفي طبعة الرشد: (وأمرهم أن يعيدوا) والتصحيح من النسخة التي حققها الدكتور عوامة. وهذا إسناد ضعيف؛ لأن إبراهيم لم يدرك عمر ﵁، ولا يصح له سماع من أحد من الصحابة، ولكنه صالح في المتابعات إن شاء الله تعالى. ورواه عبد الرزاق في المصنف (٣٦٤٩)، عن الثوري، عن جابر، عن القاسم بن عبد الرحمن أن عمر بن الخطاب أَمَّهُمْ وهو جنب، أو على غير وضوء، فأعاد الصلاة، ولم يُعِدْ مَنْ وراءه. وهذا إسناد فيه جابر الجعفي، وهو ضعيف جدًّا. والقاسم بن عبد الرحمن لم يَلْقَ عمر ﵁. وروى عبد الرزاق في المصنف (٣٦٦٢)، عن حسين بن مهران، عن المطرح أبي المهلب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: صلى عمر بالناس وهو جنب، فأعاد ولم يعد الناس، فقال له علي: قد كان ينبغي لمن صلى معك أن يعيدوا. قال: فنزلوا إلى قول علي. قال: قلت: ما نزلوا؟ قال: رجعوا، قال القاسم: وقال ابن مسعود مثل قول علي. وهذا إسناد بهذه السلسلة ضعيف جدًّا، قال ابن حبان: إذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله ا بن زحر، وعلي بن يزيد، والقاسم أبو عبد الرحمن لا يكون متن ذلك الخبر إلا مما عملت أيديهم. المجروحين (٢/ ٦٢). وفي إسناده أيضًا علي بن يزيد الألهاني. قال البخاري: منكر الحديث. التاريخ الكبير (٦/ ٣٠١)، الضعفاء الصغير (٢٥٥). وقال أيضًا: ذاهب الحديث، كما في علل الترمذي الكبير. انظر: حاشية تهذيب الكمال (٢١/ ١٨٢). وقال النسائي: ليس بثقة. المرجع السابق. وقال أيضًا: متروك الحديث. الضعفاء والمتروكين (٤٣٢). والقاسم بن عبد الرحمن الشامي، ضعفه أحمد، ومشاه غيره، وفي التقريب: صدوق يغرب كثيرًا. فالإسناد لا يصلح للمتابعات.