أما رواية الأعمش عن أبي صالح، ففيها النهي عن مبادرة الإمام بالركوع والسجود، وهو نهي عن مسابقة الإمام، ولا دلالة فيها على النهي عن مقارنة الإمام كما في رواية مصعب بن محمد، وهي مسألة البحث. رواه عيسى بن يونس كما في صحيح مسلم (٨٧ - ٤١٥) وصحيح ابن خزيمة (١٥٧٦)، عن الأعمش، عن أبي صالح به، ولفظه: (كان رسول الله ﷺ يعلمنا يقول: لا تبادروا الإمام، إذا كبر فكبروا. وإذا قال: ﴿وَلَا الضَّالِّينَ﴾ فقولوا: آمين. وإذا ركع فاركعوا. وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد). ورواه محمد بن عبيد كما في مسند أحمد (٢/ ٤٤٠)، والسنن الكبرى للنسائي (١١٩٠٥)، وسنن ابن ماجه (٩٦١)، ومستخرج أبي عوانة (١٦٣٠)، والسنن الكبرى للبيهقي (٢/ ١٣١)، ومستخرج أبي نعيم (٩٢٤)، وفي رواية أحمد وابن ماجه: ( … لا تبادروا الإمام بالركوع والسجود .... ) ورواية الباقي (لا تبادروا الإمام بالركوع .... ) ولم يذكروا السجود، وسبقت لك رواية مسلم (لا تبادروا الإمام) وأطلق النهي ولم يقيد ذلك بالركوع ولا بالسجود. وأما رواية سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة: فرواها مسلم (٨٧ - ٤١٥)، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز -يعني الدراوردي- عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه به، ولم يذكر لفظه، وإنما ذكر أنها بنحو رواية الأعمش، وزاد: (ولا ترفعوا قبله). ورواه أبو العباس السراج في حديثه، انتخاب الشحامي (١١٧١)، وأبو نعيم في مستخرجه (٩٢٥) من طريق شيخ الإمام مسلم: قتيبة بن سعيد به وساقا لفظه بتمامه، ولفظه: (إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، ولا تختلفوا عليه، وإذا قال سمع الله لمن حمده. فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، ولا ترفعوا قبله). وفيه النهي عن مسابقته بالسجود فقط، ولا يتضمن الحديث النهي عن المقارنة في التكبير، والركوع والسجود، كما هي رواية مصعب بن محمد. ورواه علي بن عاصم كما في السنن الكبرى للبيهقي (٢/ ١٣٢)، أنبأ سهيل به، وانفرد بقوله: (وإذا سجد فاسجدوا، ولا تسجدوا قبل أن يسجد، وإذا رفع رأسه فارفعوا رؤوسكم، ولا ترفعوا رؤوسكم قبل أن يرفع). وهذا اللفظ قريب من لفظ مصعب بن محمد، لكن علي بن عاصم متكلم فيه، وقد خالفه قتيبة بن سعيد. قيل ليحيى بن معين: إن أحمد بن حنبل يقول: إن علي بن عاصم ليس بكذاب، قال: لا، والله ما كان علي عنده قط ثقة، ولا حدث عنه بحرف قط، فكيف صار عنده اليوم ثقة؟. وروي عن شعبة، أنه قال: لا تكتبوا عنه. =