للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

في ذلك خلاف:

فقيل: لا ثواب له إذا لم ينو، وهو مذهب الحنفية، والمالكية، والأصح في مذهب الشافعية (١).

وقيل: يحصل له ثواب الجماعة، ولو لم ينو؛ لأنها حاصلة لمتابعيه، فوجب أن تحصل له، ولأنه أحد ركني الجماعة، وهو وجه في مذهب الشافعية (٢).

وقيل: إن علمهم، ولم ينو الإمامة لم تحصل، وإن كان منفردًا، ثم اقتدوا به، ولم يعلم، حصل له ثواب الجماعة، وبه قال القاضي حسين من الشافعية (٣).

• وجه قول القاضي حسين:

أنهم نالوا أجر الجماعة بسببه، فالثواب أوسع، فقد يؤجر الإنسان على غير عمله، إذا كان سببًا فيه، كحديث: من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها، وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ولم يتوقف الأجر على النية، إلا أنه إذا علم بالاقتداء، ولم ينو الإمامة، فكأنه نوى عدم الثواب، فكان له ما نوى، والله أعلم.

إذا وقفتَ يا صاحبي على أقوال السادة الفقهاء في المسألة، فدعني أنتقل بك إلى فضاء الأدلة والمناقشة:

• وجه تفريق الحنفية بين الرجال والنساء:

أن المرأة إذا وقفت بجانب الإمام فسدت صلاتها، ولا تفسد صلاة الإمام إلا إذا نوى إمامتها؛ لأنه ملتزم لهذا الضرر، لهذا لا يصح اقتداء النساء إذا لم ينو إمامتهن؛ لأن في تصحيحه بلا نية إلزامًا عليه بفساد صلاته إذا حاذته من غير التزام منه.

وفي ذلك نظر:

فإنه لو نوى الإمامة ثم تعدت المرأة في موقفها، فوقفت محاذية للإمام، لم تبطل صلاة الإمام، إلا أن يكون هو المعتدي على القول بالبطلان، وسوف تأتينا إن


(١) حاشية ابن عابدين (١/ ٤٢٤)، المدخل لابن الحاج (٢/ ٢٧٤)، شرح الزرقاني على خليل (٢/ ٣٨)، المجموع (٤/ ٢٠٣).
قال الغزالي في الوسيط (٢/ ٢٣٤): «ولا يجب على الإمام نية الإمامة، ولكن لا ينال الثواب إذا لم ينو».
(٢) المجموع (٤/ ٢٠٣)، روضة الطالبين (١/ ٣٦٧).
(٣) المجموع (٤/ ٢٠٣)، روضة الطالبين (١/ ٣٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>