للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فمن خلال رواية أنس وابن عمر نستطيع أن نُجْمِل المراحل التي مر بها الأذان:

المرحلة الأولى: ما قاله ابن عمر في الرواية السابقة، أنهم كانوا يجتمعون فيتحينون للصلاة، ليس ينادَى لها.

المرحلة الثانية: النداء بمطلق الإعلام للصلاة، وبه أشار عمر ، ولا يعلم له لفظ مخصوص،

وما أشار به عمر كان قد همَّ به الرسول قبل عمر.

(ح-٩) فقد روى أبو داود من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة،

سمعت ابن أبي ليلى، قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال، قال: وحدثنا أصحابنا أن رسول الله قال: لقد أعجبني أن تكون صلاة المسلمين - أو قال - المؤمنين، واحدة، حتى لقد هممت أن أبث رجالًا في الدور ينادون الناس بحين الصلاة، وحتى هممت أن آمر رجالًا يقومون على الآطام ينادون المسلمين بحين الصلاة، حتى نَقَسُوا، أو كادوا أن يَنْقُسُوا، قال: فجاء رجل من الأنصار، فقال: يا رسول الله، إني لِمَا رجعت لما رأيت من اهتمامك رأيت رجلًا كأن عليه ثوبين أخضرين، فقام على المسجد، فأذن، ثم قعد قعدة، ثم قام، فقال مثلها، إلا أنه يقول: قد قامت الصلاة … الحديث (١).


= يحيى بن سعيد الأموي كما في سنن الترمذي (١٨٩)، وصحيح ابن خزيمة (٣٦٣). وسلمة بن الفضل كما في سنن الدارمي (١٢٢٤)، وصحيح ابن خزيمة (٣٧٠).
ومحمد بن سلمة الحراني كما في سنن ابن ماجه (٧٠٦). انظر تخريج الحديث في أول هذه المسألة.
وحديث أبي عمير بن أنس عن عمومة له، وذكر أن عمر بن الخطاب قد رآه قبل ذلك وكتمه عشرين يومًا، قال: ثم أخبر النبي- ، فقال له النبي- : ما منعك أن تخبرني؟ فقال: سبقني عبد الله بن زيد فاستحييت، فقال رسول الله- : يا بلال قم فانظر ما يأمرك به عبد الله بن زيد فافعله، قال: فأذن بلال. وانظر تخريج هذه الأحاديث في ح (٢٧).
فكل هذه الأحاديث تذكر أن أذان بلال كان بتعليم عبد الله بن زيد لبلال، وليس برأي عمر .
(١) سنن أبي داود (٥٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>