للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أن تعود مرة أخرى لتشرب عللًا. ذكر ذلك بعض الشافعية (١).

• والراجح القول الأول:

أولًا: لأنه قد جُعِلَ في مقابلة مراح الغنم، ومقابلة الشيء بالشيء تدل على أنه نظيره (٢).

ثانيًا: أن الأحاديث الأصح في الباب كحديث جابر بن سمرة، وحديث البراء ابن عازب، وحديث عبد الله بن مغفل جاء بلفظ: أصلي في مبارك الإبل؟ قال: لا. وظاهره أن ذلك يشمل كل موضع اعتادت الإبل أن تبرك فيه، وذكر المعاطن في بعض الأحاديث، من باب ذكر فرد من أفراد العام أو المطلق بحكم يوافقه، فلا يقتضي تخصيصًا، كما لو قلت: أكرم الطلاب، وقلت: أكرم زيدًا، وكان من الطلاب.

ثالثًا: أنه إذا نهي عن الصلاة في المواضع التي تقيم بها ساعة، أو ساعتين فالمواضع التي تبيت بها، وتأوي إليها أولى بهذا الحكم، من باب مفهوم الموافقة، ويسمى القياس الجلي.

رابعًا: أن العطن اسم لكل مأوى فهي تشمل المراح، وكل الأماكن التي تقيم بها وتأوي إليها، ومنها موضع بروكها حول الماء، فلفظ المعاطن والمبارك يعم هذا كله، فلا وجه لإخراج شيء منه من الحديث.

وقد ساق ابن فارس في مقاييس اللغة في تفسير العطن قولين:

أحدها: أن كل منزل يكون مألفًا للإبل فهو عطن، والمعطن ذلك الموضع، واستشهد على هذا بالبيت القائل:

ولا تكلفني نفسي ولا هلعي حرصًا أقيم به في معطن الهونِ.

الثاني: قال آخرون: لا يكون أعطان الإبل إلا على الماء، فأما مباركها في البرية، وعند الحي، فهو المأوى، وهو المراح أيضًا.

قال ابن فارس: «وهذا البيت الذي ذكرناه في معطن الهوى يدل على أن المعطن يكون حيث تحبس الإبل في مباركها أين كانت» (٣).


(١) النجم الوهاج شرح المنهاج (٢/ ٢٤٤).
(٢) المغني (٢/ ٥٢).
(٣) معجم مقاييس اللغة (٤/ ٣٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>