للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الدليل الثاني:

استدلوا بالآيات والأحاديث التي فيها رفع المؤاخذة عن المخطئ والناسي.

قال الله تعالى: ﴿وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ﴾ [الأحزاب: ٥].

وقال تعالى: ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة: ٢٨٦].

(ح-٩٢٧) وروى مسلم من طريق وكيع، عن سفيان، عن آدم بن سليمان، مولى خالد، قال: سمعت سعيد بن جبير، يحدث،

عن ابن عباس، قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ﴾ [البقرة: ٢٨٤]، قال: دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء، فقال النبي : قولوا: سمعنا وأطعنا وسلمنا، قال: فألقى الله الإيمان في


= لكن هذا لا يجعل رواية حماد بن زيد المرسلة أرجح من رواية حماد بن سلمة الموصولة؛ لأن حماد بن سلمة قد توبع على حديثه بخلاف رواية حماد، ولهذا رجحها الإمام أبو حاتم الرازي والدارقطني، وسيأتي نص كلامهما إن شاء الله تعالى.
فقد رواه ابن خزيمة (٧٨٦)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (١/ ٣٦١) وذكره ابن أبي حاتم في العلل (١/ ٢٢٦) من طريق إبراهيم بن طهمان، قال ابن خزيمة (عن ابن الحجاج) وقال أبو نعيم: (عن الحجاج)، وقال ابن أبي حاتم في العلل: عن حجاج الأحول: (يعنون بذلك حَجَّاجًا الباهلي الثقة).
ورواه أبو عامر الخزاز، وعمران القطان، كما ذكر ذلك الدارقطني في العلل (١١/ ٣٢٨)، ثلاثتهم (حجاج بن الحجاج الباهلي، والخزاز، وعمران) رووه عن أبي نعامة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري.
وهذه متابعة لرواية ابن سلمة من هؤلاء، وأبو عامر الخزاز: هو صالح بن رستم: صدوق، وعمران القطان: هو عمران بن داور العمي صدوق وما يخشى من خطئهما قد زال بمتابعة حماد بن سلمة وحجاج الباهلي لهما، فمن أجل هذه المتابعات أرى أن حديث حماد بن سلمة هو المحفوظ، ولا يصح القول بإعلال الحديث بحماد بن سلمة، ولا بإعلاله برواية حماد بن زيد المرسلة.
قال أبو حاتم في العلل (٢/ ٢٢٦): والمتصل أشبه؛ لأنه اتفق اثنان عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، عن النبي .
وقال الدارقطني في العلل: «القول قول من قال: عن أبي سعيد». يعني موصولًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>