للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وزيد بن أسلم، وسعيد بن الْمُسَيِّبِ، قَالُوا: كان الناس في عهد النبي قبل أن يؤمر بالأذان ينادي منادي النبي : الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ فيجتمع الناس، فلما صرفت القبلة إلى الكعبة أمر بالأذان …

فهذه المراسيل تذكر أن الأذان كان بعد صرف القبلة إلى الكعبة، إلا أنها كلها رواها ابن سعد عن شيخه الواقدي، وهو رجل أخباري متروك، ولو صح فإن هذا يعني أن الصحابة مكثوا في المدينة ما يقرب من ستة عشر شهرًا لم يكن يؤذن فيهم للصلاة، ففي الصحيح أن رسول الله -صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا، أو سبعة عشر شهرًا.

وسوف أذكر مرسل سعيد بن المسيب بتمامه في هذا الفصل إن شاء الله تعالى عند الكلام كيف شرع الأذان.

قال ابن رجب في الفتح: «ففي هذه الرواية: أن الأذان كان بعد صرف القبلة إلى الكعبة، وكان صرف القبلة إلى الكعبة في السنة الثانية» (١).

(ح-٧) وروى أحمد من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب،

عن علي، قال: لما قدمنا المدينة أصبنا من ثمارها، فاجتويناها وأصابنا بها وعك، وكان النبي -يتخبر عن بدر، فلما بلغنا أن المشركين قد أقبلوا، سار رسول الله إلى بدر .... فلما طلع الفجر نادى: الصلاة عباد الله، فجاء الناس من تحت الشجر، والحجف، فصلى بنا رسول الله، وحرض على القتال … الحديث (٢).

[صحيح إن سلم من تغير أبي إسحاق] (٣).


(١) فتح الباري لابن رجب (٥/ ١٩٤).
(٢) مسند أحمد (١/ ١١٧).
(٣) تفرد به إسرائيل عن أبي إسحاق، وإسرائيل ثقة إلا أن العلماء اختلفوا في رواية إسرائيل عن جده أبي إسحاق.
قال أحمد: إسرائيل عن أبي إسحاق فيه لين، سمع منه بآخرة. انظر الجرح والتعديل (٢١/ ٣٣١).
وقال الميموني: قلت لأبي عبد الله: كان أبو إسحاق قد تأخر، قال: أي والله! هؤلاء الصغار زهير وإسرائيل يزيدون في الإسناد وفي الكلام. انظر شرح علل الترمذي لابن رجب (٢/ ٧١٠). =
= وقال العجلي: كان ثقة إلا أن سماعه عن أبي إسحاق بآخرة، بعد ما كبر أبو إسحاق.
وقال يحيى بن معين: شريك أحب إلي في أبي إسحاق. وقال أحمد نحو هذا. المرجع السابق.
التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح (ص: ٤٤٥).
وقال الدوري عن يحيى بن معين: زكريا وزهير وإسرائيل حديثهم في أبي إسحاق قريب من السواء، إنما أصحاب أبي إسحاق سفيان وشعبة.
وخالف هؤلاء جماعة منهم: ابن مهدي، فقال: إسرائيل في أبي إسحاق أثبت من شعبة والثوري.
وقال أبو حاتم الرازي: إسرائيل من أتقن أصحاب أبي إسحاق. الجرح والتعديل (٢/ ٣٣١).
وقال الترمذي: إسرائيل ثبت في أبي إسحاق.
قلت: إسرائيل صاحب كتاب، فما حدث من كتابه، أو لم يخالف فحديثه صحيح، وقد أخرج له البخاري في صحيحه من حديث جده أبي إسحاق، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>