قوله ﷺ:(هذه القبلة) بيان للقبلة لجملتها، لا لصفة استقبالها (١).
الجواب الثاني:
أن الحديث له منطوق ومفهوم:
فمنطوق قوله ﷺ:(هذه القبلة): أن جميع الكعبة هي القبلة، وهو مقطوع به، لا نزاع فيه.
ومفهومه: أن بعض الكعبة ليس بقبلة، والمفهوم لا عموم له؛ لأن دلالته ليست لفظية، بدليل أنه لو استقبل بكل بدنه بعض البيت، وهو خارج الكعبة صحت صلاته، فكذلك إذا استقبل بعض البيت بكل بدنه، وهو في جوف الكعبة، أو فوق سطحها طالما أن استقبال جميع البيت ليس شرطًا.
الجواب الثالث:
أن حديث ابن عباس ليس فيه أكثر من كون النبي ﷺ -لم يُصَلِّ في البيت، ونفي وقوع الصلاة لا يمنع جوازها، ولو كانت الصلاة فيها أو فوقها لا تصح لجاء النص في بيان ذلك، والأصل صحة الصلاة فيها وفوقها، لعموم قوله تعالى: ﴿وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [الحج: ٢٦]، فقوله:(بيتي) مفرد مضاف يشمل الكعبة والمسجد، وإخراج بقعة منه يحتاج إلى نص من الشارع، ولا يوجد نص ينهى عن الصلاة في الكعبة، ولا فوقها.
وعموم حديث (جُعِلَتْ لي الأرضُ مسجدًا وطهورًا)، والعام جارٍ على عمومه حتى يرد من الشارع ما يخصص بعض أفراده، وعدم الفعل ليس نصًّا حتى تخصص به النصوص، والله أعلم.
الجواب الرابع:
قال ابن عبد البر: «رواية ابن عمر عن بلال أن رسول الله ﷺ -صَلَّى في الكعبة