وذكره ابن حبان في المجروحين (٢/ ٢٧)، وقال: «كان كثير الوهم في الأخبار حتى يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، فإذا سمعها ممن الحديثُ صناعتهٌ شهد أنها مقلوبة فاستحق الترك». وانتقد الذهبي كلام ابن حبان في السير (٧/ ٣٢٩)، فقال: كيف يترك، وقد احتج مثل الجماعة به سوى البخاري، ووثقه مثل أحمد. انظر السير (٧/ ٣٢٩، ٣٣٠). قلت: واضح أن مسلمًا كان ينتقي من حديثه، فقد أخرج له خمسة أحاديث، أكثرها متابع عليه في داخل الصحيح، وبعضها متابع عليه خارج الصحيح، وما لم يتابع عليه فله شواهد صحيحة تعضده. فروى مسلم من طريقه، عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص ثلاثة أحاديث: منها: حديث (٥٨٢): (كنت أرى رسول الله ﷺ يسلم عن يمينه، وعن يساره حتى أرى بياض خده). وله شاهد من حديث جابر (٤٣١)، وحديث ابن مسعود (٥٨١)، وكلاهما في مسلم. وحديث (٩٦٦): (ألحدوا لي لحدًا). له شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص عند مسلم أيضًا (٩٦٦). ومن حديث ابن عمر، وحديث عائشة، وحديث جابر خارج الصحيح. ومنها: حديث (١٣٦٤)، (أن سعدًا ركب إلى قصره بالعقيق)، وقد توبع عليه عند البزار (١١٢٦)، والحاكم في المستدرك (١٧٨٩) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبيه، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه. ورواه عبد الرزاق في المصنف (١٧١٥١) عن ابن جريج، قال: أخبرني عبيد الله بن عمر أن سعد بن أبي وقاص وجد إنسانًا يعضد، فيخبط عضاها .... وذكر نحوه. وروى أبو يعلى في مسنده (٨٠٦)، والطحاوي في مشكل الآثار (٤٨٠٠) من طريق سليمان بن أبي عبد الله، قال: شهدت سعد بن أبي وقاص ﵁، وأتاه قوم في عبدٍ لهم، أخذ سعد سلبه، رآه يصيد في حرم المدينة … وذكر نحوه. ومنها: ما رواه مسلم (١٧١٨) من طريقه عن إبراهيم بن سعد حديثًا واحدًا (من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد). وقد رواه البخاري (٢٦٩٧) حدثنا يعقوب، حدثنا إبراهيم بن سعد بنحوه. ومنها ما رواه مسلم أيضًا (١٦٨٤) من طريقه عن يزيد بن عبد الله حديثًا واحدًا: (لا تقطع يد السارق إلا في ربع دينار فصاعدًا). وله متابع داخل الصحيح حيث رواه مسلم أيضًا (١٦٨٤) من طريق عبد العزيز بن محمد، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد به. هذا كل ما له في مسلم. وفي التقريب: ليس به بأس. هذه الأحاديث هي كل ما أخرجه له مسلم في صحيحه. =