كتاب موسوعة أحكام الصلوات الخمس

عليه في النافلة سيقطعه إما عن النافلة، وإما عن عمله وسيره، وهذا مذهب الشافعية (١).

وقول الحنابلة أصوب حين كانت الرياح هي من تحكم توجه السفينة، والملاحة تعتمد بعد الله ﷾ على مراقبة النجوم والشمس، ويُنْظر دور الملاح في السفن الحديثة، أتحتاج إلى الملاح كالقديم، أم أنها تقاد ذاتيًّا، والإشراف على الملاحة لا يحتاج إلى تفرغ كالملاحة في القديم، والاتجاهات تحكمها اليوم أجهزة مرتبطة بالأقمار الصناعية، وتعطي تنبيهًا إذا تغيرت جهةالسفينة؟

فإن كان دوره اختلف عن القديم، فيمكن اعتبار القول بالتفريق بين النفل والفرض قول وسط، وهو أصوب الأقوال، والله أعلم.

واختلفوا في ركاب السفينة من غير الملاح:

فقيل: لا يسقط استقبال القبلة في السفينة مطلقًا، لا في فرض، ولا نفل، فإن استدارت السفينة، وهي سائرة استدار إلى القبلة، وهذا مذهب الحنفية، والمشهور من مذهب المالكية، نص عليه في المدونة، ومذهب الشافعية (٢).

(١) فتح العزيز (٣/ ٢١٢)، روضة الطالبين (١/ ٢١٠)، تحفة المحتاج (١/ ٤٨٩)، مغني المحتاج (١/ ٣٣٢)، حاشية الجمل (١/ ٣١٧)، بحر المذهب للروياني (١/ ٤٥١).
(٢) الأصل للشيباني ط القطرية (١/ ٢٦٩)، بدائع الصنائع (١/ ١٠٩)، المحيط البرهاني (٢/ ٥٩)، الاختيار لتعليل المختار (١/ ٧٨)، المبسوط للسرخسي (٢/ ٣)، تبيين الحقائق (١/ ٢٠٣)، العناية شرح الهداية (٢/ ٨)، البحر الرائق (٢/ ١٢٧).
وقال مالك كما في المدونة (١/ ٢١٠): ويدورون إلى القبلة كلما دارت السفينة عن القبلة إن قدروا».
قال خليل كما في التوضيح (١/ ٣١٤): «والفرق على المشهور بين السفينة والدابة: إمكان الدوران في السفينة، والمشهور مذهب المدونة، لكن تأولها ابن التبان على أن ذلك لمن يصلي إيماء، وأما من يركع ويسجد فهي كالدابة. وخالفه أبو محمد وقال: ليست كالدابة، ولا يتنفل فيها إلا إلى القبلة وإن ركع وسجد. ذكره في تهذيب الطالب».
وجاء في التاج والإكليل (٢/ ١٩٧): «لم يوسع مالك لمن في السفينة أن يصلي النافلة إيماء حيث كان وجهه كما وسعه للمسافر على الدابة والمحمل. ابن يونس: لأنه في السفينة يدور إلى القبلة ولا يقطع ذلك طريقه بخلاف الدابة».
وانظر في المذهب المالكي: التهذيب في اختصار المدونة (١/ ٢٩٢)، النوادر والزيادات
(١/ ٢٥٢)، الكافي لابن عبد البر (١/ ١٩٩)، مواهب الجليل (٢/ ٥١٦)، القوانين الفقهية (ص: ٤١)، شرح الخرشي (١/ ٢٥٨)، الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي (١/ ٢٢٦)، حاشية الصاوي مع الشرح الصغير (١/ ٣٠٠)، المعونة (ص: ٢٧٨).
وانظر في مذهب الشافعية: الأم (١/ ١١٩)، الحاوي الكبير (٢/ ٧٤)، البيان للعمراني (٢/ ٤٤٠)، روضة الطالبين (١/ ٢١٠).