للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=ولا شك في أن المحفوظ من رواية مالك عن نافع رواية عدم الجزم برفعه.
فإن قيل: قد قال ابن عبد البر في التمهيد (١٥/ ٢٥٨): «روى مالك هذا الحديث عن نافع على الشك في رفعه، ورواه عن نافع جماعة ولم يشكوا في رفعه، وممن رواه كذلك مرفوعًا عن نافع عن ابن عمر عن النبي : ابن أبي ذئب، وموسى بن عقبة، وأيوب بن موسى وكذلك رواه الزهري عن سالم، عن ابن عمر، عن النبي ، وكذلك رواه خالد بن معدان عن ابن عمر عن النبي ». اه
فالجواب على هذا: أن الحافظ ابن عبد البر يتوجه كلامه إلى ذكر صفة صلاة الجماعة في الخوف، وأنها رويت مرفوعة بدليل أنه قال: (وكذلك رواه الزهري، عن سالم، عن ابن عمر)، ولم ترد الصفة الثانية مرفوعة في رواية سالم، وإنما روى الصفة الأولى مرفوعة، وروى الصفة الثانية موقوفة.
فأما الصفة الأولى فسيأتي تخريج رواية سالم في طريق مستقل إن شاء الله تعالى من هذا التخريج.
وأما الصفة الثانية فرواها عبد الرزاق في المصنف (٤٢٥٩)، أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: إذا أظلتهم الأعداء فقد حل لهم أن يصلوا قِبَلَ أي جهة كانوا، رجالًا أو ركبانًا ركعتين يومون إيماءً. ذكره الزهري، عن سالم، عن ابن عمر.
وهذا إسناد في غاية الصحة، ومعمر من الطبقة الأولى من أصحاب الزهري، وأَجَلُّ من روى عن معمر تلميذه عبد الرزاق. وقد روى الزهري الحديث عن سالم الصفة الأولى مرفوعة، وروى الصفة الثانية وحدها موقوفة، ولم يجمع الصفتين، وهي مطابقة لرواية موسى بن عقبة من رواية الثوري عنه، حيث ذكر الصفة الأولى مرفوعة، وروى الصفة الثانية موقوفة على ابن عمر، وهي في صحيح مسلم، وقد كشفت رواية سفيان أن من رواها مرفوعة فقد أدرجها في الحديث، والله أعلم، وسوف يأتينا إن شاء الله تخريج رواية موسى بن عقبة، ولو لم يأتِ في الحديث إلا توافق الزهري وسفيان على رواية الصفة الثانية موقوفة لكان ذلك كافيًا في إعلال من رواها مرفوعة، والله أعلم.
هذا ما يتعلق بطريق مالك، عن نافع، والله أعلم.
الطريق الثاني: عبيد الله بن عمر، عن نافع:
رواه عن عبيد الله جماعة، منهم:
الأول: إسماعيل بن عياش، عن عبيد الله بن عمر مرفوعًا.
ذكر ذلك الدارقطني في العلل (١٢/ ٣٠٩)، وفي المزكيات (ص: ١٠٦)، قال: رواه عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا.
وابن عياش شامي صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم، وهذا من روايته عن أهل المدينة، فيكون ضعيفًا.
الثاني: ابن المبارك، عن عبيد الله بن عمر، واختلف على ابن المبارك. =

<<  <  ج: ص:  >  >>