يصلي على راحلته تطوعًا، فقال: فيها نزلت: ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾ [البقرة: ١١٥]. وحديث أبي الربيع السمَّان الذي رواه عن عامر بن ربيعة: كنا مع رسول الله ﷺ في ليلة سوداء مظلمة، فلم نعرف القبلة. قال: إن حديث ابن عمر أصح من حديث أبي الربيع السمان. اه وقوله: (أصح) لا تعني الصحة المطلقة. القول الثاني: أنها نزلت في قوم عَمِيت عليهم القبلة، فصلوا بالتحري، فأنزل الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾ [البقرة: ١١٥]. جاء من حديث عامر بن ربيعة ﵁، قال: كنا مع رسول الله ﷺ في سفر، فتغيمت السماء، وأشكلت علينا القبلة، فصلينا وأعلمنا، فلما طلعت الشمس إذا نحن قد صلينا لغير القبلة، فذكرنا ذلك للنبي ﷺ، فأنزل الله: ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾ [البقرة: ١١٥]. أخرجه عبد بن حميد (٣١٦)، والطيالسي (١٢٤١)، والطبري في التفسير (٢/ ٥٤٥)، والترمذي (٣٤٥، ٢٩٥٧) وابن ماجه (١٠٢٠)، والطوسي في مستخرجه (٣٢٢)، والبزار (٣٨١٢)، والطبراني في الأوسط (٤٦٠)، والدارقطني في السنن (١٠٦٥) من طريق أشعث السمان، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه. وهذا حديث ضعيف جدًّا، فيه أشعث السمان: قال الحافظ: متروك. وتابعه عمر بن قيس متابعة تامة عند الطيالسي (١٢٣٤)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ١٨). وعمر بن قيس رجل متروك، فلا يفرح بهذه المتابعة. وشيخهما عاصم بن عبيد الله العدوي ضعفه ابن معين، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو داود: لا يكتب حديثه. وقال الترمذي: «هذا حديث ليس إسناده بذاك، لا نعرفه إلا من حديث أشعث السمان». وقال العقيلي في الضعفاء (١/ ١٤٠) في ترجمة أشعث: له غير حديث من هذا النحو، لا يتابع على شيء منها … وقال: وأما حديث عامر بن ربيعة فليس يروى متنه من وجه يثبت. اه وله شاهد ضعيف من حديث جابر ﵁. رواه الدارقطني (١٠٦٢)، والبيهقي (٢/ ١٨) من طريق أحمد بن عبيد الله بن الحسن العنبري، قال: وجدت في كتاب أبي، حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، عن عطاء، عن جابر، قال: بعث رسول الله ﷺ سرية كنت فيها، فأصابتنا ظلمة فلم نعرف القبلة … وذكر نحو حديث عامر بن ربيعة. وهذا الحديث ضعيف، فيه أحمد بن عبيد الله بن الحسن العنبري، قال ابن حبان: لم تثبت عدالته. وقال ابن القطان: مجهول. رواه الحارث في مسنده كما في بغية الباحث (١٣٦)، والدارقطني (١٠٦٤)، والحاكم (٧٤٣) والبيهقي (٢/ ١٦) عن داود بن عمرو، حدثنا محمد بن يزيد الواسطي، عن محمد بن سالم، عن عطاء به، بلفظ: كنا مع رسول الله ﷺ في مسير أو سفر، فأصابنا غيم، فتحيرنا، فاختلفنا =