قال البزار: وهذا الحديث بهذا اللفظ لا نعلم أحدًا رواه إلا الأعمش عن مجاهد، عن ابن عباس، ولا نعلم رواه عن الأعمش إلا أبو عوانة. اه والأعمش سمع من مجاهد أحاديث يسيرة، قال يحيى بن معين: لم يَرْو عن مجاهد إلا أربعة أحاديث. إكمال تهذيب الكمال (٦/ ٩٠). وقال يعقوب بن شيبة في مسنده: ليس يصح للأعمش عن مجاهد إلا أحاديث يسيرة. قلت لعلي بن المديني: كم سمع الأعمش من مجاهد؟ قال: لا يثبت منها إلا ما قال: سمعت، هي نحو من عشرة، وإنما أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتات تهذيب التهذيب: (٢/ ١٠٩). الطريق الثاني: من طريق سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، بلفظ: صلى رسول الله ﷺ، وأصحابه إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا، ثم صرفت القبلة بعد. وليس فيه زيادة صفة صلاته ﷺ بمكة، والتي هي موضع الشاهد في مسألتنا. رواه أحمد (١/ ٢٥٠، ٣٥٠، ٣٥٧) وابن أبي شيبة في المصنف (٣٣٧٣)، والطبراني في الكبير (١١/ ٢٨٥) ح ١١٧٥١، والمقدسي في الأحاديث المختارة (٩١، ٩٢)، من طريق زائدة، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس. وهذا إسناد فيه ضعف؛ لأن رواية سماك عن عكرمة فيها كلام. وقد رواه البخاري من مسند البراء، رواه في صحيحه (٤٠) من طريق زهير، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن البراء بن عازب أن النبي ﷺ كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده، أو قال: أخواله من الأنصار، وأنه صلى قِبَلَ بيت المقدس ستة عشر شهرًا، أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قِبَلَ البيت .... وذكر الحديث. ولم يتعرض للقبلة قبل الهجرة.